يشهد خليجنا العربي هذه الأيام حالة من التصعيد المتبادل بين أميركا وإيران، فتارة نجدهم يقرعون طبول الحرب، وتارة أخرى ينفون رغباتهم فيها، وما بين الشد والجذب لتحقيق الضغوط على الطرف الآخر، ظهرت علينا من بعض الدول الخليجية "جوقة إرجاف" مخزية، تهول من عواقب ضرب إيران، وتأثير ذلك في الدول الخليجية، وكأننا لقمة سائغة للفرس. وبكل تأكيد لن تجد عاقلا يشجع خيار الحرب، فالحروب ليست بنزهة بل دمار وهلاك، لكننا مستعدون لها متى ما نشبت بمعنويات عالية وثقة كبيرة بالله أولاً ثم بقيادتنا واستعدادات وجاهزية قواتنا المسلحة الرادعة، فجميعنا مؤمنون بحديث رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام: (لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية، فإذا لقيتم العدو فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف، ثم قال: اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم)، وهو تأكيد من حبيبنا المصطفى على ضرورة مواجهة الباغي إذا طغى وتجبر، فعدم التمني هنا ليس بالانهزامية التي يرددها هؤلاء الناعقون من المرتزقة، بل بالاستعداد، والحرص على عدم التهاون بالعدو، والاعتداد بالنفس، والوثوق بالقوة؛ حيث إن الإنسان لا يعلم ما ستؤول إليه الأمور.

ويبدو لي أن الضابط السابق "الخبيله" الهارب من معركة الشرف والتضحيات بملابسه الداخلية مولياً الأدبار، تاركاً خلفه شرف الدفاع عن أرضه وعرضه، مفضلاً ارتداء ثوب العار، هو من يقود الجوقة، ولم يتطهر من رجسه بعد؛ حيث إنه أصبح سلعة مطلوبة عند الدوحة؛ لأنهم وجدوا فيه برميلاً فارغاً، كلما ركلوه لبّى بلا حياء أو خجل من تناقضاته، فهو ناجح بكل أنواع التلون والدجل والكذب والتدليس لأجل التكسب، لكنه فاشل في مسح حقيقته المخزية والسائدة في خليجنا العربي، فهو ممن ارتكب إحدى الموبقات السبع، عندما تولى يوم الزحف، ولأنه الجبان "الخبيله" الفار من ساحات الوغى، والهارب من ميادين الرجولة والشرف، اختار أن يخوض معارك كلامية لا يجيد سواها متسلحاً بالأموال القطرية القذرة.

ومع كل أسف لم يقف الأمر عند هذا "الهلفوت" وحده، بل لحقت به بقية أصوات مجموعة "طراروة الخليج" في الإرجاف والتهويل وبث الخوف والإحباط بين الخليجيين، لقد تجاوز هؤلاء الشراذم بأفعالهم مراحل طرارة ساعة رولكس مقلدة، أو استضافة مع فطور في فنادق الدوحة، أو رحلة مجانية إلى لندن إذا كان بمرتبة "طرطور مغمور"، أو صقر ثمين، أو شقق سكنية، أو مجوهرات أو أموال مليونية في حال كان بمرتبة "طرطور مشهور"، لقد تمرد هؤلاء المرتزقة بشكل فاضح على انتمائهم الخليجي العربي ليصبحوا مجرد أدوات استخباراتية عميلة، تتلقى الأموال والتوجيهات من غرف عمليات خارجية مشبوهة، مشكلين طابورا خامسا ينخر في الجسد الخليجي الواحد.