تلتقي في حياتك أو تعرف في دوائر المعارف والعلاقات أنماطاً من البشر يرون أنهم "محور الكون" أو ما يُسمى بالإنجليزية the center of the universe وهو تعبير دارج في الحوارات التي تجري في معظم الثقافات. والسيد أو السيدة "محور الكون" شخصية عجيبة في كل حالاتها حيث يمكن ملاحظة صاحبها من خلال عبارات وسلوكيّات واضحة. مثلا شخصية "محور الكون" تقاطع المتحدث بعبارات "طيب وش أستفيد أنا" "لماذا لم توجه لي الدعوة" "كيف يتخذون القرار في غيابي" وعلى هذا المنوال تجري معظم أحواله.
"محور الكون" هذا إن كان سبق وعمل في الشأن العام فتراه يصرّ على أن يكون نجم كل حقبة، ويعتقد أن من حقه الممتد أن يكون "مركز" المشورة في أي قرار يتخذ حتى في عمله السابق. وإن تحقّق أي إنجاز هنا أو هناك فهو عنده ثمرة غرسه إبّان عمله. مع أن "محور الكون" اشتهر أثناء عمله بتسخير مهاراته وعلاقاته لتعطيل أي قرار وتأخير أي مشروع لم يكن له فيه دور رئيس.
و"محور الكون" هذا إن كان زوجاً أو زوجةً فهو لا يؤمن بحقوق الشراكة وإعطاء مساحة كافية للشريك ليرى ذوقه وتفضيلاته ولو في مساحة صغيرة من المنزل.
وإذا ابتليتَ برفقة "محور الكون" في سفر فأنت ستضيف مع وعثاء السفر عناء الرفيق "محور الكون" الذي هو وحده من يتخير موقع ونوع السكن، ويختار مكان الطعام، وكن مستعداً فسيقاطعك حتى في خياراتك من قائمة الطعام لأنه يرى ذوقه الرفيع خيارك الأمثل.
وشخصية "محور الكون" ترى في كل عبارة عابرة تلميحاً إليه، وتعتبر كل نقد بناء قلّة تقدير لمواهبه ومحاولة للتقليل من مكانه ومكانته. وإذا حدثت أزمة فسيأتيك السيد "محور الكون" متهكماً لأنهم "لم يسمعوا" كلامه أو يستشيروه حتى لو كانت تلك الأزمة على مستوى دولة. وهذه الشخصية العجيبة تتصف بأنها لا تحاور وإذا اضطر صاحبها للاستماع فهو فقط ينتظر ليلتقط أنفاسه ثم يسفّه كل رأي وينقض كل فكرة (لم يكن المبادر بها) حتى لو أجمع عليها فريق متخصص من أقرانه.
- قال ومضى:
عزيزي "محور الكون" استرح وأرح فكل الروائع من حولنا لم يكن لك يد فيها.
التعليقات