لو قلت إن فلاناً رجل عظيم ستسمع الأسئلة التالية:

٭ الفرنسي يقول: ما شهاداته؟

٭ الانجليزي يقول: ما معلوماته؟؟

الأمريكي يقول: ما عمله؟؟

الشرقي يقول: من هو أبوه؟؟

لقد كان الأمل يملأ قلبها تاركة اليأس والكسل بعد مشوار أربع سنوات متواصلة من تخطي الحفر والعقبات فقد كان والدها مريضاً خلال سنة تخرجها ولم يكن لديها من معيل. ورغم ذلك فقد أكملت دراستها التي أحبتها جاءها عرض للعمل بأحد القطاعات شرط أن توضع تحت التجربة والتدريب لمدة اسبوعين. لكن طالت المدة والصبر طعامها وكل من حولها رضي عن التميز في أدائها واستمر الوضع لمدة (سنة وأشهر) من العمل والمثابرة والصبر لإثبات الذات وهي على أمل ان يزف لها الخبر السعيد بقبول أوراقها رسمياً وحاجة القسم لعملها ولكن جاءت الصدمة بتدهور الأوضاع مقارنة بمن حولها الذين لا تقل عنهم بالقدرات والشهادات فقد عينت على مرتبة قد تعطى لخريجي الثانوية العامة، توجهت إلى مسؤولة التوظيف لتسألها عن وضعها لكنها قدمت لها بالغ أسفها لأن الادارة التي تعمل بها قد شرحت وضعها بشكل خاطئ وانها أقرت لها هذه المرتبة وما عليها فعله هو التسليم والصبر إلى موعد أدناه (سنتان) أي بما معناه ان عليها ان تبتهج لالتحاقها بوظيفة ومكان يقبل بها. وخرجت عند تلك الادارية التي لا تتمتع بأساسيات آداب الحديث أو فن المعاملة والتقت رئيسها المباشر الذي كان في انتظارها في الردهة ليعتذر لها عن الأمر ويواسيها حيث إنه ليس بيده شيء وإنه صنع المستحيل لمساعدتها.

لم يكن من تلك الفتاة سوى التوجه إلى رئيس المركز الذي تعمل فيه، لتذكره بوعوده وتشجيعه للفتاة السعودية - بنت البلد - مربية الأجيال وصانعة الرجال، أجاب عن تساؤلها بقوله إن معدلها ضعيف ولا يسمح، ولكن في الحقيقة انك غير مدعومة وما عندك (الواو) كغيرك... سألته: ماذا عن البقية؟ ألم اثبت قدراتي خلال الفترة السابقة؟ فأجاب: هذا النظام ولا نستطيع الخروج عنه، وعليك أن تحمدي الله لما وصلت إليه فلن يقبلك غيرنا. طرحت سؤالها: ماذا عن السعودة؟ أجاب أي سعودة تتكلمين عنها السعودي لا يريد العمل يريد أن يلهو ويأكل ويشرب ويستخدم الهاتف، إن عمله غير منتج بل هو عبء علينا!

سؤالي هنا، أهذا رد مقنع يتفوه به رئيس مركز معروف؟ ما هذا التحطيم المباشر لأبناء الوطن من قبل أبناء الوطن؟ من يحمي الشباب الطموح من جشع وأنانية بعض القياديين المتناقضين في أقوالهم وأفعالهم واهدارهم لطاقات شبابنا؟

Muneerah@alriyadh.com