طوال الــ28 عاما التي قضيتها في تحرير هذه الزاوية «من عام 1991 حتى 2019»، لم أعتقد يوما أنني على حـق.. كنت وما زلت على قناعة بأن الكاتب ليس معلما ولا حكيما، ولا يفترض به الحديث من برج عاجي، هـو فقط شخص يفكر بصوت مكتوب، ويعـبر عن رأيه علنا «مكره أخاك لا بطل».. تعبيره عن رأيه علنيا لـيس شجاعة، بـل طبيعة مهنة تجعله يعيش على كف عفريت، ويجذب إليه عداوات واتهامات يتقبلها كضريبة عمل.. الصحافيون والكتاب بالذات يدركون قبل غيرهم، أن الجماهير لا تتفق على رأي، وتميل إلى اتهام وتخوين من يختلف معهم في الرأي - ولا يتلقون آراء غيرهم بالنظرة والمستوى ذاتيهما.
أنا من جهتي؛ لا أستطيع الجزم بعدد العقول التي أثرت فيها، ولكن هناك إحصائية للدكتور أحمد الزمامي (نشرت بتاريخ 4 أكتوبر 2017 في صحيفة الرياض)، تشير إلى أن ما نشر في زاوية حول العالم يعادل 50 رسالة دكتوراه.. وحين انتقده البعض «كيف تقارن مقالات صحافية برسائل أكاديمية؟»، أشار إلى أن المقالات نشرت جميعها بنسبة 100 في المئة، وتأثر بمحتواها الناس، وتم تداولها في المواقع والمنتديات.. وفي المقابل، ظلت الثانية - في معظمها - حبيسة الأدراج، وغير مقروءة، ولا يتداولها الناس.. أنـا شخصيا؛ ابتعدت نهائيا عن هذا النقاش، ليس فقط لأن شهادتي فيه مجروحة، بل لأن ما يهمني أكثر هو شهادات القراء الذين يملؤون بريدي الإلكتروني أو يتعرفون علي في الشارع، ويتحدثون معي كصديق يعرفونه من سنين (بدليل تكرارهم جملة أصبحت تشعرني بالشيخوخة: كنت أقرأ لك من أيام الابتدائي)!!
غير أنني أخيرا قررت التوقف عن الكتابة اليومية، والتفرغ للتأليف، لأسباب يصعب قـولها حاليا..
وفي المقابل، أصبحت ثقتي كبيرة بمجال التأليف كوني نشرت حتى الآن تسعة كتب ناجحة (خلال ست سنوات فقط) رغم التزامي بكـتابة مقالين في اليوم.
وهذا يعني أنني لن أهجر الكتابة ذاتها، (فالكتابة عشق يرفض التقاعد)، ولكنني سأطل عليكم من خلال كتابين في الـعـام، وربما مقال أسبوعي أو شهري للتنفيس عن أفكار يصعب كبتها.. نعـم؛ ستغيب الزاوية بعد هذا المقال؛ ولكن الأفكار ذاتها ستستمر بصرف النظر عن وسيلة النشر. لدي قناعة بأن ما يستحق النشـر سيتولى الناس نشره بعفوية في الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل الاجتماعي، لن أغيب (حتى لو أردت الغياب)؛ لأن الإنترنت تحولت إلى أرشيف أزلي، والشيخ جوجل يسترجع خلال ثوان مقالات كـتبتها قبل ربع قرن.
وبما أن هذا المقال هو آخر مقال لي في صحيفة الرياض، أجدها فرصة لتقديم اعتذاري من كل قــارئ أغضبته، أو اختلفت معه، أو أسأت إليه من دون قصد.
أتقدم بالشكر والعرفان للقراء الذين تابعـوا الـزاوية، وكبروا معها، وبقوا أوفياء لها.
للأساتذة والمسؤولين الذين منحوني ثقتهم في صحيفة المدينة، ثم جريدة الرياض، وساعدوني على نشر 9520 مقالا، وممارسة (أجـمل مهنة في العالم).
1
ابو المكارم
2019-03-10 09:58:18الجميل لدينا العرب مشحونون بالعواطف ومدججون بالمشاعر ورقة الاحساس... نكاد نبكي وكأنما هو فراق الحي لميته.. بينما لدى الغرب يكتفي بقوله سررت برؤيتك ونراك لاحقا او اهتم بنفسك
2
أوس 7273
2019-03-06 20:16:00وفقك الله في وجهتك ، و أتمنى لك مزيد من التطور و النجاح.
شكراً لك و لجريدة المدينة ثم الرياض.
3
عبدالله محمد
2019-03-06 16:49:33وداعاً ابا حسام، وداعاً يا بوابة الثقافة أنت من حببتنى بالصحف الورقية كنت طالب في المدرسة أقرأ مقالاتك بعد دوامي الدراسي فوصلت الجامعة وكنت اذهب كل صباح الى مكتبة الجامعة وأقرأ مقالك مع كوب قهوة ثم توظفت واستمرت العادة الجميلة من تأثري بقلمك وجدت نفسي داخل جريدة المدينة أتقدم بطلب لوظيفة لكني رفضت فذهبت للرياض ورفضت وكان السبب عدم وجود الوظائف الشاغرة مع اني كنت اسمع الاجابة لست فهد الاحمدي لكي تكون معنى في الصحيفة. من كل قلبي اقول لك شكراً يا صديق الجريدة وأهلا بصديق الكتاب.
4
عبدالملك
2019-03-06 13:29:16شكرا استاذ فهد
كنت لي رفيق يومي لاكثر من 15 سنه
مقالاتك كانت درس يومي يفتح افاقا وافكارا والهاما
مقالاتك غيرت من تفكيري ونظرتي لنفسي والعالم من حولي
شكرا لكونك معلما لي .
5
ابو العنود
2019-03-06 11:08:45من عام 2001 في اول سنه لي في الجامعه عرفتك فيها يا ابا حسام
ولو عددت مقالاتك الي لم اقرأها حتى هذا المقال فلا اعتقد انها تتجاوز العشر
والله اني اكتب لك وانا اعتصر الماً كأني افتقد صديقاً قديماً اعرفه
او اخاً يؤانسني بحديثه اليومي
شكراً لا تكفيك
وداعاً يازاويتي المفضله
وداعاً ياعشقاً قديماً
ابا حسام لنا مع كتبك القادمه لقاء وموعد ان شاء الله
بارك الله فيك وبارك عليك
6
ابو الجوهرة
2019-03-05 22:26:23شكراً أستاذي لإنك موسوعة إثراء معرفي رغم أن الكاتب او الشاعر او الروائي لايتوقف فذلك طبيعي اتمنى لك التوفيق
7
محمد الفهد
2019-03-05 19:24:54كاتبي العزيز هذا خبر محزن....لاني عشقت صحيفة الرياض من خللال كتاباتك
8
محمد بن إبراهيم فايع
2019-03-05 17:37:47أستاذنا فهد كنت ومازلت وستبقى الكاتب الذي أبدأ به صباحاتي واستهل بمقاله قراءاتي ..أنا ممن لايحتمل لغة الوداع ولو كان مؤقتا
9
رزان البكر
2019-03-05 16:39:40هناك مثل نجدي يقول ما على مداح روحه . ثم هزلت إذا كانت مقالاتك تفوق في قيمتها رسائل أكاديمية لمجرد أن رجل الشارع يقرأها ولا يقرأ الأخرى. شتان ما بين مقالات تكتب على عجالة وأبحاث قضى صاحبها شطرا من عمره ليكتبها ، الكارثة أن يكون هذا رأي دكتور ، أخشى ما أخشاه أن يكون من جماعة هلكوني .. ثم ألم يكن جديرا بك أن تشكر الرياض الجريدة وتركي السديري رحمه الله ومؤسسة اليمامة الصحفية التي جعلتك الأكثر أجرا ؟؟ مع أن كثرة الأجر ليست دليلا على جودة المكتوب ، وإلا لكان محمد المحمود المفكر الأعلى أجرا .لكنها الصدف لا غير .
أرجو النشر مادام الكاتب يودع الجريدة بنرجسية عالية . اقترح أن تتقدم بما كتبت لنيل جائزة الملك فيصل أو نوبل للآداب
10
عبدالله محمد عثمان
2019-03-05 16:20:16شكرا لك استاذ فهد الاحمدى...نرجو الاطلالة الاسبوعية بمقالات طويلة فيها مقتطفات وعدة عناوين
11
أبو مالك
2019-03-05 15:07:30جزاك الله خيراً ياأبا حسام
وشكراً لك بقدر كل مفيد وقيم قدمته في هذه الزاوية القيمة فهي كالشجرة الطيبة التي تؤتي أكلها كل حين
نثرت فيها من جميع العلوم المعارف فكانت بحق ثروة معلوماتية وجامعة نتعلم منها
كنت مبدع في اختيار الموضوع ومبدع ومتمكن في الكتابة عنه وفي سرده بطريقة مميزة وشيقة
توقفك عن كتابة المقال خسارة ولكن ما يخفف علينا أنك لن تترك الكتابة وسنتابع ما تكتب لنستفيد
أطال الله في عمرك وبارك فيك وفي علمك وأهلك ومالك
وحفظك الله
12
محمد حرب
2019-03-05 11:27:39مشكور استاذ فهد على هذا الزخم و هذا الابداع
دامت كتاباتك و بوركت اناملك
13
ابوحارث
2019-03-05 10:13:22نشكرك على الإثراء المعلوماتي ولك جزيل الشكر والتقدير وبالتوفيق انشاء الله
14
ابومشعل
2019-03-05 09:59:11شكراً استاذ فهد من لا يشكر الناس لا يشكر الله .لقد افدتنا على مدار 20 سنه وثقفتنا ومع مرور السنيين استفدت من مقالاتك في مواقف الحياه، وتأثرت بتركك الكتابه وختاماً اسعدك الله مثل ما اسعدتنا ثم اسعدك الله وزادك من فضله
15
ابو المكارم
2019-03-05 09:48:10يكفيك فخرا انك لم تتعرض بالاساءة حتى لمن اساؤوا لك وهذه شيم اصيلة ليست غريبة على كاتب متواضع يكتب في جريدة معروفة وابن مدينة معروفة ايضا... تحياتي ومع كل احترام اخونا فهد ابو حسام لا تقطعنا.. اعتدت ان اغمض عيني قبل النوم على اي من مقالاتك قديمة او جديدة
16
البدر
2019-03-05 08:45:52ماقول الا مليون شكرا لك يا استاذ فهد على كل مقال كتبته .. كنت متابع لك من اول ظهور لك في جريدة الرياض واستفدت كثير من مقالاتك وافكارك .. تمنياتي لك بالتوفيق في قادم الايام وان شاء الله ماننحرم من ابداعاتك .. تحياتي لك
17
خالد بن راشد الحجي
2019-03-05 07:47:29شكراً جزيلاً لصحيفتنا العزيزة "الرياض" ولجميع العاملين فيها
وشكر خاص للأخ الكاتب فهد الأحمدي
(سأطل عليكم من خلال كتابين في الـعـام، وربما مقال أسبوعي..) ننتظرك يا أبوحسام
قال الشاعر:
وما من كاتب إلا سيفنى، ويُبقي الدهر ما كتبت يداهُ
فلا تكتب بكفك غير شيء، يسرك في القيامة أن تراهُ
وأسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، آمين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
18
محمد حمدون
2019-03-05 06:33:38سكن قلبي، وتنفست الصعداء عندما قلت ( أطل عليكم بمقال أسبوعي أو شهري) سنترقبك ونترقب نتاج علمي والمعرفي عبر الكتب التي تغير العقول. شكرا ً لك على ما قدمته لنا من علوم ومعارف وأفكار ونظريات وآراء غيرت طريقة تفكيرنا في الحياة.
19
البرنسي
2019-03-05 03:46:40خبر محزن ...............كبرت وتربت مع مقالاتك , وهي من جعلتني أحب القراءة .
تحياتي لك يا أبا حسام .