قلنا في المقال السابق إننا بالفعل نواجه مؤامرة خارجية، وإن هناك محاولات تسلل واضحة لجبهتنا الداخلية، وأن هناك معركة وعي دقت طبولها وأن علينا أن نخوضها شئنا أم أبينا، فلم نعد نملك ترف الرفض، أقر بذلك من أقر وأنكر من أنكر، فهذا لا ينفي وجودها ولاسيما أن أصحاب المؤامرة نفسهم يعلنون ذلك، لكن بعضهم يأبى إلا أن يفرض تصوراته غير الواقعية علينا.
ويبقى الأهم والأولى من الجدل حول اقتناع هذا أو ذاك بوجود المؤامرة من عدمها، أن نناقش الآليات التي يمكن أن نخوض بها معركة الوعي هذه والجهات المعنية بها. وواقع الأمر أننا جميعاً معنيون بهذه المعركة، وهذا ببساطة لأننا جميعاً مستهدفون.
نعم هناك جهات تقليدية يمكننا أن نشير إليها بالبنان، مثل وزارات الثقافة، والإعلام، والتعليم، والشؤون الإسلامية، لكن واقع الأمر أن الأداء الرسمي والتقليدي لا يفيدنا، وأننا في حاجة إلى حلول إبداعية غير اعتيادية لمواجهة هذه المعركة، وأننا في حاجة إلى أمرين بالغي الأهمية؛ الأول تأسيس كيان أو جهة أو مجلس أو مركز أيًّا ما يكون، تكون مهمته حماية الأمن الفكري، ووضع خطط وبرامج من شأنها تعزيز الوعي عند الناشئة والشبان، على ألا يتحول إلى كيان وظيفي بليد يقوم عليه عدد من الموظفين عديمي الفكر والموهبة وأن يضم في عضويته نخبة كبيرة من المثقفين والإعلاميين والمفكرين رفيعي القدر، وأن يختار موظفيه من أصحاب الاهتمامات الثقافية، لضمان فعاليته ونجاحه.. والأمر الآخر أن يمنح هذا الكيان من الصلاحيات ما يضمن تنفيذ توصياته، ولعل هذا يتحقق بانتداب مسؤولين رفيعين من الوزارات المعنية إلى عضويته، لا يقلون عن مرتبة وكلاء وزارة، وأن تكون تبعيته مباشرة للقيادة السياسية.
ولا يهدف مقترحي هذا من بعيد أو قريب إلى فرض رقابة على أي من مفكرينا أو مثقفينا أو كتابنا على الإطلاق، بقدر ما يستهدف محاولات الاختراق الفكري والثقافي والإعلامي الخارجية لإثارة البلبلة في الداخل، لكن هذا لا يعني أن محاولات التناغم مع الخارج أو التكريس للأفكار المعادية للمملكة ستكون خارج نطاق الرصد والمعالجة، فالعبرة بمحاولة زعزعة أمننا الفكري واستهداف هويتنا، أياً كان الشخص الذي يتبناها، فالاعتبار الأول لأمننا الفكري الذي ترصد الميزانيات في الخارج لتنفيذ ضربات معلوماتية وثقافية ضده، ووحدة جبهتنا الداخلية التي تسهر كتائب إلكترونية على وضع خطط خلخلتها.
1
خالدسليمان
2019-01-14 20:16:42الوعي الحقيقي يبداء من الانسان نفسه لانه هو نواة المجتمع الاصغر
وتدارك قيمة الوطن الذي يعيش بين جنباته وبغض النظر عن تفاوت الطبقات الاجتماعية وتاثيرها المعنوي والنفسي على الفرد نفسه في شتى مراحل الحياة الشاقة.. ...هنا يبقى قيمة التفكير العميق والنظر بعين الواقع لمن حولنا من احداث دامية هو الفيصل في اتخاذ القرار الواعي للحفاظ على ارض سليمة تصلح للعيش فيها بامان ...
حفظ الله الوطن من كل شر وفتنة