صدرت في الأيام الماضية الأوامر الملكية الكريمة بالتعديل الوزاري من تبديل مراكز وخروج أسماء ودخول أسماء جديدة، وهو ما عكس لنا الديناميكية التي تتمتع بها الحكومة، وأن العمل ومواكبة ومسايرة المتطلبات لم تعد تتطلب مسؤولا بجهود عادية، بل تطمح إلى من يمتلك جهودا استثنائية وغير عادية، ومواصفات فوق القياسية؛ لتتناسب مع المرحلتين الحالية والمقبلة، والمساهمة في دفع وتسريع وتيرة دوران ميكانيكية عجلة التنمية والازدهار، والوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة، وهو أمر اعتدناه من قيادة شابة، لا تتردد في تغيير أدواتها حسب المرحلة والحاجة والإنتاجية والأداء الذي يتوافق مع برامج الرؤية،
وهو ما جعلني أختلف مع من يصف هذه المناصب واختياراتها بالتشريف من ولي الأمر للمكلف بهذه المسؤولية، وأعتبرها ثقة ملكية حملها ثقيل جداً، وعبء كبير يحمله المكلف فوق عاتقيه؛ ليثبت أنه على قدر تلك الثقة والمسؤولية الكبيرة، فالمناصب الكبيرة فيها ما فيها من المهمات الجسام، والمعوقات البيروقراطية التي تحتاج إلى الإبداع، والفكر المتميز، وتقديم الحلول، وتذليل الصعاب أمام المواطنين، والمساهمة في تطوير وتحسين سبل حياتهم الكريمة، إضافة إلى الحزم والهمة والعزيمة والنشاط مع إداراتهم، وتسريع مواكبة المتغيرات، والتمكن من قراءة المستجدات، والعمل على تنفيذ وتحقيق الأهداف والمتطلبات في رؤيتنا السعودية الطموحة.
إن التكليف بالمسؤولية مع وجود سمو الأمير محمد ربان وقائد دفة مركبنا نحو المستقبل، وبتوجيهات مليكنا خادم الحرمين الشريفين اختبار صعب، يدخل إليه المكلف بهذه المسؤوليات الجسام تحت ضغوط شرف الإنجاز وتحقيق الآمال، وهو التشريف الحقيقي لأي مسؤول مكلف، فالنجاح وحده هو الأمر المطلوب تحقيقه، ولا يقبل سواه، وأن التراخي أو تقديم المجهودات العادية، والتخلف عن مواكبة بقية المسارات المنطلقة أمر مرفوض وغير مقبول في يومنا هذا، ولا يمكن التساهل معه أو مجاملته، فنحن نسابق الزمن لتحقيق طموحنا وأهدافنا المشروعة، فالسير نحو سعوديتنا الجديدة التي أفردت أشرعتها نحو مستقبل أجيالنا القادمة، وانطلقت بمشروعاتنا العالمية الواحدة تلو الأخرى، يتطلب جهوداً وعزيمة وهمة وطاقة ذهنية وميدانية جبارة. أيها المسؤول الكريم، لست في موقع لأبارك لك فيه، أو أغبطك عليه، فأنت في موقع مسؤولياته وهمومه كبيرة، وستشغلك صباح مساء، لكني سأطلب من الله العزيز القدير، أن ينفع بك، ويسخرك لخدمة دينك ومليكك وشعب وطنك العظيم، وأن يشد من أزرك، ويعينك على حمل أمانتك، وأن يسخر لك الصالحين في فريق عملك لتنجح في تلبية متطلبات المرحلة، وأن تكون ممن يستشعر تشديد ولاة الأمر على أن المواطنين هم محل اهتمام القيادة والحكومة، وأن الوطن يستحق منا جميعاً أن نبذل له كل العطاء.
التعليقات