سنوات مرت على معرفتي الوثيقة بسمو الأمير سلطان بن سلمان حفظه الله، وجدت سموه شخصية جبلت على الاكتشاف والتطلع إلى آفاق النجاح والاختلاف، التطلع إلى الاكتشاف الذي قاده إلى ارتياد الفضاء، محققاً سبقاً عربياً وعالمياً كبيراً، بوصفه أول رائد فضاء عربي مسلم، تابع العالم بأسره وقائع رحلته المبكرة إلى الفضاء، لكن حب الاكتشاف الذي جبل عليه الأمير الطموح لم يقف عند حدود الفضاء، فالتفت إلى ثروة عظيمة غير مكتشفة في بلاده، وقرر اكتشافها، يوم بدأت رحلته العظيمة في معالم بلادنا الأثرية التي كانت في أمس الحاجة إلى التفاتة بهذا القدر الكبير الذي كشف النقاب عن قائمة طويلة من أبرز المعالم السياحية والأثرية في بلادنا، وجعلها وجهة للسائح السعودي الذي ظل لعقود طوال يلاحق الآثار والمعالم السياحية حول العالم ظناً منه أن بلاده فقيرة، حتى أتى سلطان بن سلمان فنقب عن كنوز بلاده التي تنام على قرون من الحضارة يكشف عنها كل يوم جديد الكشف الأثري الذي يشهد نشاطاً غير مسبوق، كشف لنا جميعاً عن أن بلادنا في طريقها لأن تصبح واحدة من أغنى بلاد العالم بالآثار والوجهات السياحية البكر.
لكننا نطمع في المزيد يا سمو الأمير، في مقابل هذا النشاط الكبير غير المسبوق الذي آتى ثماره في كل منطقة من مناطق المملكة، أن يحظى السائح السعودي في الخارج بالتفاتة كريمة من لدن سموكم، فقد لمست، ولا شك في أن الجميع يلمسون أن بعض البلاد العربية المجاورة يعاملون السائح السعودي معاملة تختلف عن المواطنين لديهم، بل وتختلف عن السياح الآخرين سواء في قطاع الضيافة (الفنادق)، أو حتى في القطاع الصحي الذي يعامل فيه المواطن معاملة تختلف عن جميع الجنسيات الأخرى. لا أريد وصف الأمر بأي من الأوصاف غير اللائقة، لكن لنكتفي بالقول إنها معاملة خاصة بالسائح السعودي. لماذا؟ لا أعرف.. وأحسب أنه من العمل الذي لا ينفع! ولا يشغلنا أن نعرف الأسباب بقدر ما نتطلع إلى أن تحدث تفاهمات مع وزارات السياحة والجهات المعنية في تلك البلدان تكفل للسائح السعودي الحصول على الخدمات بمقابل عادل شأنه شأن جميع السياح، فالتفرقة القائمة، واستهداف السعودي دون غيره في فواتير الخدمات المرتفعة، أمر غير لائق وغير مقبول، ولا ينبغي السكوت عليه، ويقيننا أن سموكم أهل لتسوية هذه الأوضاع غير اللائقة بمواطنينا ولا بلادنا.
التعليقات