شيء ما يتحرك في صدرك حين تلتقي أحد بني وطنك في بلد غريب، شعور بالأمان ربما، شعور بالأنس بالألفة بالارتياح، شعور بأن هذا أقرب الناس إليك في هذا المكان، هذا الذي يتحدث بلسانك، عاش مشاهد طفولتك وصباك وشبابك نفسها، سمع وصايا والديك نفسها من والديه، جده يشبه جدك ويشبه جميع "الشيبان" الذين يلتقون بعد صلاة الفجر كل صباح يسأل كل منهم الآخر عن حالكما أنتما وأقرانكما المنتشرين في بقاع الأرض للرحلة أو الدراسة أو الأعمال، يُؤَمّنون خلف إمام الجمعة أن يردكم الله جميعاً سالمين. شيء ما يجعلك توقن أن السعودي الذي يجلس في الطاولة المقابلة في أي عاصمة من عواصم العالم قطعة منك تتحرك أمامك، قطعة منك ستكون أول من يجري لمساعدتك إن مررت بضائقة، وإلى نجدتك إن أصابك مكروه في البلد الغريب، قطعة منك تحمل الحنين نفسه إلى نخيل الوطن ورماله، إلى أحاديث أهله، إلى رائحة قهوة الصباح التي تنتظر عودتكما إلى الوطن.
أتذكر أيام ابتعاثي قبل عقود، كان كل شيء داخلي يرتجف كأن بحراً اضطرب داخلي فجأة، حين يمر في خيالي طيف أو ذكرى من الوطن، حين تقع عيني على العلم فوق السفارة السعودية، أو أراه يرفرف أمامي في نشرة أخبار. حين يتغلغل في أذني صوت غناء من بلادي، حين أرى وجهاً من وطني في الجامعة أو في طريق.
على قدر قسوة الغياب عن الأوطان، إلا أنك تعرف به معنى العودة إليها، معنى أن يكون لك وطن قوي يحميك ويدافع عنك ويرسل في دعمك حين تلم بك الخطوب في أي بلد من بلاد العالم، فتعود بك رُسُله في أيديهم سالماً، تعرف قيمة الاستقرار، قيمة الأمان في سرب، قيمة أن تكون ثابتاً على الأرض التي تقف عليها مشدوداً إليها بجذورك التي تمتد أعماقها، قيمة أن تنام آمناً مطمئناً أن هناك مئات الآلاف من الجنود في الشوارع وعلى الحدود مهمتهم حمايتك وأمانك.. قيمة أن يكون لك حلم لمستقبلك أو مستقبل أبنائك.. أن يكون لك غدٌ، في عالم يعيش فيه ملايين بلا غد، بلا حلم، بلا أمان، فاحمدوا الله على نعمة الأوطان، والتحموا معاً كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، ولا تسمحوا لمغرض أو مأجور أو سفيه أن يخرق خرقاً في جدار سفينتكم القوية الراسية والناس يتخطفون من حولكم.
1
مواطن غيور57875
2018-12-05 18:35:32بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا كله مؤكد,والشي الأكثر تأكيدآ حقيقة أن خلف الوطن الآمن الحامي تفق قامتان كبيرتان هما ملك الحزم خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز.هذان القامتان التاريخيتان هما خلف الحمى بوجودهما الذي يربك الحسابات العالمية.ماشاء الله لاقوة إلا بالله.