سنقتصر حديثنا اليوم عن نوع واحد من هذه الفيتامينات وهو فيتامين باء وسنتحدث عن بقية الفيتامينات في صفحات أخرى وأعداد أخرى.
بداية سنتحدث عن أنواع هذا الفيتامين وأقسامه وفوائده وأضرار نقصانه:
لفيتامين باء وظائف عدة في الجسم منها:
تنظيم العمليات الحيوية في الجسم وإنتاج الطاقة وكذلك يساعد في عمل الإنزيمات، ويلعب دورا هاما في وظائف الجهاز العصبي والسيالات العصبية، وكذلك يساعد بإنتاج كريات الدم الحمراء ويعمل على الحفاظ على صحة الجلد والشعر. كما يذكر البعض أنه يساعد في تعزيز المناعة، وبالنظر إلى وظائف فيتامين باء جميعها نجد أن مريض السكري بحاجة إليها. فمريض السكري يعاني من تأثير ارتفاع السكري على الأعصاب، والبعض يعاني من تأثر المناعة لديهم بسبب الخلل الاستقلابي، ويعاني كذلك البعض من تساقط الشعر نتيجة تذبذب مستوى السكر. إذن من المنطقي أن مريض السكري يكون من المؤهلين لتناول الفيتامينات عامة وفيتامينات باء خاصة أو ما يسمى بفيتامين باء المركبة، والتي تحوي مجموعة متكاملة من فيتامين باء.
ويمكننا التحدث هنا عن بعض هذه الفيتامينات وأهميتها:
الثيامين:
يعمل هذا الفيتامين على تحويل عنصر الجلوكوز إلى طاقة وبالتالي له وظيفة هامة للجهاز العصبي فهو منتج للطاقة التي يحتاجها الجسم، وهناك مصادر غذائية هامة لهذا الفيتامين المسمى بالثيامين، وتشمل هذه المصادر الحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات والخميرة واللحوم الحمراء والبيض والدقيق وغيرها من المصادر المختلفة. أما عن نقص فيتامين الثيامين، فقد أثبتت الدراسات العلمية والطبية أنه عند نقصه فإن ذلك يؤدي إلى ظهور أعراض التوتر والارتباك وكذلك التهيج والضعف العام في الجسم شاملا الأذرع والسيقان والشعور بالخمول والتعب ووهن العضلات عموماً. كما اوضحت بعض الدراسات المتخصصة أن نقص فيتامين الثيامين يؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية والعضلات والجهاز الهضمي والجهاز العصبي. كما أنه بالإضافة إلى الأعراض المذكورة أعلاه يسبب نقص الثيامين إلي تلف في الأعصاب وقد يسبب بعض الأزمات قلبية. وقد يؤدي نقص فيتامين باء 1 والذي يسمى بالثيامين ظهور حركات لا إرادية في مقلة العين والتي يعاني الكثير من المرضى منها وتشكل مضايقة لهمن كما قد تسبب نادرا في شلل في عضلة العين أو تشوش الذهن وقلة التركيز. ونجد أن الكثير من مرضى السكري يعانون من هذه الأعراض وخاصة الم العضلات المختلفة والشعور بالوهن والتعب. وقد يكون من المناسب تحليل مستوى هذه الفيتامين قبل الشروع في عمل الأشعات المختلفة أو استخدام مخفضات الألم المعروفة والمعهودة.
الريبوفلافين:
وهذا النوع من فيتامين باء والمسمى الريبوفلافين أيضا يساعد في إنتاج الطاقة وتحسين الرؤية والمحافظة على البشرة الصحية النضرة، وهو أمر يشترك فيه الكثير من أنواع فيتامين باء المختلفة؛ والذي يعتبر من المهام الهامة لمريض السكري الذي يحتاج إلى الطاقة.
ومصادر الريبوفلافين أيضا غذائية ومتنوعة ومنها الحليب واللبن والجبن والخبز والحبوب الكاملة والبيض والخضروات الورقية الخضراء واللحوم والكبدة. ومن أعراض نقص هذا الفيتامين ظهور التهاب على اللسان كذلك ظهور بعض الشقوق الحمراء بزوايا الفم والجفون الملتهبة والحساسية وتساقط الشعر والطفح الجلدي وغيرها. وهنا يتبين لنا أهمية تناول الخضروات لمريض السكري؛ وليس ذلك فقط لكونه تحوي الألياف ولكن لكونها أيضا تحوي العديد من الفيتامينات ومنها الريبوفلافين.
النياسين:
وكغيره من فيتامينات باء، نجد أن النياسين مهم أيضا لإنتاج الطاقة، ويساعد على التمتع ببشرة صحية، والمحافظة على صحة الجهاز العصبي وكذلك والهضمي. مصادر النياسين هي كذلك مصادر بقية فيتامينات باء فيمكن الحصول علي النياسين من اللحوم والأسماك والدواجن والحليب والبيض والمكسرات؛ وجميع هذه الأطعمة تحتوي علي البروتينات أيضاً ومصادر جيدة للنياسين، ومن أهم أعراض نقص النياسين فقدان الذاكرة والإسهال والتهابات الجلد المختلفة والتهيج والتهابات اللسان وفقدان الشهية والضعف العام والوهن، ويتضح لنا أهمية النياسين لمريض السكري حيث يعاني البعض من مرضى السكري من الخرف وفقدان الذاكرة وعدم القدرة على التركيز. خاصة إن تقدم العمر بمريض السكري أو كان التحكم بالسكر أدنى من المطلوب.
البيروديكسين:
ويعتبر هذا الفيتامين المسمى بالبيروديكسين أو فيتامين باء 6 من أساسيات تفعيل عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات والسكريات، إضافة إلى وظائف أخرى ومنها تكوين خلايا الدم الحمراء والعمليات الدماغية المختلفة والمناعية ونحوها، ومصادر فيتامين باء 6 كذلك هو الحبوب والبقوليات الخضار الورقية الخضراء والأسماك واللحوم والدواجن والكبدة والفواكه ونحوها. والجدير بالذكر أن الإفراط في تناول البيرويدوكسين قد يؤدي إلى صعوبة المشي وتنميل اليد والقدمين وتلف مزمن في الأعصاب. ومن هنا يتضح أهمية عدم الإكثار من تناول هذه الفيتامينات أو الاستمرار عليها فترة طويلة. وينصح بالتقطع في استخدامها. فمثلا يستحسن استخدامها أربعة أو ستة أشهر ومن ثم قطعها ستة أشهر أخرى.
وتشمل أعراض نقص البيرويدوكسين الأرق والاكتئاب وفقر الدم والتهيج وارتعاش العضلات وتشنجات والتهاب الجلد. وهذه من الأعراض التي يعاني منها الكثير من مرضى السكري. وكما ذكرنا سابقا، فمن المستحسن فحص مستوى هذا الفيتامين قبل اللجوء إلى التحاليل المعقدة والمكلفة.
الكوبالامين:
فيتامين باء 12 متوفر في العديد من المصادر الغذائية كالسمك، اللحوم الحمراء، البيض ومنتجات الألبان. يلعب هذا الفيتامين دوراً هاماً في تصنيع الحمض النووي مما يؤثر في سلامة الأنسجة العصبية. وكما هو معلوم بأن نقص فيتامين ب 12 في جميع الفئات العمرية يشيع بين النباتيين لاستهلاكهم لنصف المعدل الموصي باستهلاكه من فيتامين ب 12 كما أن بعض مرضى السكري يعانون من نقص فيتامين باء وبالتالي ننصح بفحص مستوى هذا الفيتامين والعمل على تعويضه في حالة النقص، وينطبق هذا الأمر على جميع الفيتامينات وخاصة فيتامين باء.
حمض الفوليك
حمض الفوليك يعتبر من مجموعة فيتامين باء المختلفة وهو مهم في إنتاج الأحماض النووية, فهو ضروري لانقسام وتكاثر الجنين وخاصة أنسجة وخلايا الجهاز العصبي المركزي، كما يساعد على تجديد خلايا الجهاز الهضمي، والجلد، والشعر، وأنسجة أخرى في الجسم. وتشمل المصادر الطبيعية لحمض الفوليك الكثير من الأغذية بكميات متفاوتة، ومنها الخضروات كالسبانخ، واللفت والخس، والفاصوليا والبازلاء المجففة، والكرنب والقرنبيط، والفلفل الرومي. والفواكه مثل البرتقال، والفراولة والعدس والفول والبندق، والحليب والألبان ومشتقاتها. والكثير من الناس لا يتناولون الكمية الضرورية من حمض الفوليك، لأن هذا الفيتامين سريع العطب، حيث يتأثر بالحفظ أو الطبخ، ويتم فقده كذلك أثناء التخزين والإعداد والطهي. ولأهمية حمض الفوليك في منع العديد من الإعاقات ومنع الكثير من الأمراض، قامت العديد من الدول الأوروبية وأمريكا وغيرها بمحاولة إضافة حمض الفوليك للعديد من الأغذية وخاصة الدقيق ومنتجاته. كما قامت المملكة العربية السعودية من خلال مؤسسة الصوامع والغلال بإضافة حمض الفوليك وبعض الفيتامينات الأخرى الى الدقيق. مرضى السكري عرضة للإصابة لنقص هذا الفيتامين وخاصة إن كان مريض السكري مصابا بمرض حساسية القمح ونقص امتصاص الطعام. ولذا ينصح بتحليل مستوى هذا الفيتامين والعمل على تعويضه في حال النقص.
وإذا أردنا التحدث عن أهمية حمض الفوليك وعلاقة هذا الفيتامين مع الاورام السرطانية، فإنه يعتقد أن تناول هذا الفيتامين بشكل منخفض يقلل من احتمالية ظهور الامراض السرطانية، ولكن من جانب آخر فإن تناوله بجرعات كبيرة قد يشجع على حدوث مثل تلك الامراض.
وتشير دراسات أخرى أن تناول حمض الفوليك كفيتامين قد يزيد حدوث سرطان البروستات في حين أن تناوله عن طريق مصادره الطبيعية قد يحد من ذلك.
التعليقات