تناقلت وكالات الأنباء العالمية كلمات الأمير محمد بن سلمان في جلسة سموه في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» والذي عقد في الرياض خلال هذا الأسبوع.. حيث حققت أرقاماً كبيرة في مشاهدتها في مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً تناول المراقبون والمحللون السياسيون العالميون ما جاء في خطابه من أفكار ورؤى وتطلعات لبلاده ولمنطقة الشرق الأوسط.

كل ما سبق يأتي نتيجة اللغة القوية التي يتحدث بها سموه دائماً للإعلام وهو حديث الشفافية والثقة والجدية والنظرة الثاقبة التي تتحول من أقوال إلى أفعال حقيقية.

وسأتطرق إلى كلمته بشيء من التحليل وقرأتها لكم في محطات..

المحطة الأولى في حديثه هي قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي -رحمه الله- فقد أكد سموه على المبادئ التي يؤمن بها والتي تحكم البلاد وهي تحقيق العدالة ومحاسبة الجناة، وبما أن الحادثة قد حدثت في تركيا فقد عرّج سموه على العلاقات السعودية التركية، مؤكداً على متانة العلاقة بين البلدين وهو بذلك يدحض الإشاعات التي تشغل الإعلام قبل الحادثة وبعدها وما قد تؤدي إليه من خلافات لكنه من خلال حديثه الإيجابي شدد على استقرار المنطقة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً بالتعاون المثمر بين البلدين وعلى أعلى المستويات، مؤكدا أنه لا يستطيع من يحاول أن ينشر الإشاعات أو يستفيد من الحادثة لصالح التفرقة بين البلدين.

المحطة الثانية كانت عن قوة الاقتصاد السعودي المتنامية، ومن اللافت في كلمات سموه هي لغة الأرقام التي كان يتحدث بها حين قال للمحاور: «لا تصدقني.. ولكن أنظر للأرقام.. معدل النمو كان 2.2 وأصبح 2.5»، وهو بذلك يعطي دلالات واضحة على أن عجلة الإصلاح والتنمية تسير في الطريق الصحيح، وقد أعلن عن ميزانية العام القادم التي تصل إلى أكثر من ترليون ريال سعودي وهي الأولى في ميزانية البلاد وهذا رقم ضخم وبالتأكيد أن ضخه في نواحي الحياة المختلفة سيعمل على إنعاش الاقتصاد السعودي، والأرقام هنا كانت على سبيل المثال لا الحصر فقد كان حديث سموه مدعماً بالكثير منها وهي لغة موجهة للاقتصاديين والإحصائيين لقراءة المؤشرات المهمة لتطور الدول وتقدمها.

المحطة الثالثة هي تأكيده على المضي في الإصلاح والتطوير والتغيير في نواحي الحياة في مجالات الثقافة والترفيه والرياضة فكان ذلك بارزاً للعيان من خلال إعادة هيكلة كثير من القطاعات والوزارات والهيئات، وكذلك أكد على ضرورة إعادة هيكلة الأمن الوطني حتى يواكب التطور والتغيير في باقي الوزارات والهيئات، وهذا دليل على أن خطة التحول تسير كما خطط لها.

المحطة الرابعة هي حديثه عن الشرق الأوسط الجديد بكل الإمكانات والطاقات التي لدى أغلب دول المنطقة وضرب أمثلة على ذلك كما هو حاصل بالفعل.

إن تفاؤل سموه عن مستقبل الشرق الأوسط وأنه سيكون أوروبا الجديدة هو بارقة الأمل التي يبعث بها للشعوب العربية.. وهي إشارة من سموه إلى أن الانتعاش الذي سيحدث في المنطقة سوف يشمل كافة المنطقة وشعوبها.

المحطة الخامسة التأكيد والالتزام والإصرار على محاربة الإرهاب والتطرف التي هي من الآفات التي تقضي على المقدرات والثروات وفي مقدمتها الإنسان.

المحطة الأهم لنا كمواطنين سعوديين، برغم أهمية كل المحطات، هو إيمان سموه المطلق بأهمية العنصر البشري السعودي فيقول: (إنه يعيش بين شعب جبار وعظيم) وهذه ما يشهد به كل العالم لنا، وهو الوحدة والتلاحم بين القيادة والشعب.. وهذا السر الحقيقي في النجاحات التي تسير بخطى واثقة في المملكة، فقد تملك الدول الموارد الطبيعية لكن يظل العنصر الأقوى في بناء الأوطان هو العنصر البشري الذي شبهه سموه بجبل طويق الجبل الراسخ والشامخ في وسط الصحراء.