قد لا يعجبكم هـذا، ولكن إسرائيل أصبحت اليوم الدولة الرائدة في الزراعة الصحراوية.. رائدة في تهجين المحاصيل الصحراوية، وتقنيات الزراعة الجافة، واستخلاص الماء من رطوبة الجـو (وهو الاختراع الذي فكرت فيه قبل ثلاثين عاماً حين شاهدت الماء يقطر من مكيف الصالة)...
تفوق الأبحاث الزراعية جعلها المُصدر الأول لأجود أنواع التمور وفسائل النخيل في العالم.. أصبحت «النخلة الإسرائيلية» ثاني أكثر منتج للتمور بعـد (ليس نخلة المدينة أو القصيم) بـل نخلة كاليفورنيا التي استوردها الأميركان من الأحساء قبل قرنين وتنتج في المتوسط 70 كلغم (مقارنة بالنخلة الإسرائيلية 50 كلغم والنخلة السعودية 37 كلم)!
سؤالي هـو؛ أين أبحاثنا نحن في هذا المجال؟
أين جامعاتنا ومراكز أبحاثـنا وحلولنا الخاصة بالجفاف والتصحر؟
باستثناء المكيف الصحراوي، ماذا صنعـنا؟
وإن كانت لدينا حلول وأبحاث، فـلماذا لا نراها ولا نلمس لها أثراً على أرض الواقع؟
القضية بالنسبة لنا مصيرية وتفوق في أهميتها إنتاج النفط وتصدير البترول.. فنحن نعيش في بيئة صحراوية لا مجال فيها للحياة إلا بابتكار حلول للجفاف والتصحر وضعف الإنتاج الزراعي.
يجب أن تظهر لدينا ثـقافة البحث والتخصص في هذا المجال بالذات.. يجب أن نشجع الأبحاث الصحراوية وتقديم حلول محلية.. يجب أن نخصص الجزء الأكبر من بعـثاتنا للخارج للدراسة في جامعات مشهورة بأبحاثها الزراعة الصحراوية - مثل جامعات أريزونا، وبــيرث، وجنوب تكساس، بـل وحتى جامعة حيفا وتل أبيب..
لا يتسع المقال للحديث عن تقنيات الزراعة الجافة (ولا حتى تحلية المياه التي ما زالت بأيادٍ أجنبية) لهذا سأقفز لقضية نادراً ما نتحدث عنها.. مسألة تأخرنا وتخلفنا في زراعة المحاصيل المالحة.. فرغم أننا نملك صحارى شاسعة وبيئة قاحلة، ولكن نملك أيضاً سواحل طويلة وبحاراً هائلة، يمكننا استغلالها في زراعة المحاصيل..
قد تبدو الفكرة غريبة، ولكن تذكر معي أن في أعماق البحار توجد نباتات وطحالب تعيش على المياه المالحة (طعمها أحلى من السكر).. بل إن التنوع النباتي داخل المياه المالحة أكثر من الموجود على سطح الأرض وبإمكانها سد احتياجاتنا إلى الأبد. منذ السبعينات بدأ علماء الهندسة الوراثية في البحث عن «الجينات» التي تمكن النباتات البحرية من التعامل مع الأملاح، ودمجـها لإنتاج أنواع مهجنة من القمح والأرز يمكن زراعتها على السواحل، وحتى الآن تبدو النتائج مشجعة وتمكنوا فعلاً من إنتاج أنواع من الأرز والقمح والذرة تسقي بمياه مالحة أو شحيحة أو شبه مالحة!
... وإن كـنا عاجزين عن إنشاء مراكز أبحاث مماثلة لتهجين المحاصيل (بحيث تصبح أقل استهلاكاً للمياه أو أكثر تحملاً للملوحة) فليس أقله البحث عن النباتات التي تعيش بشكل طبيعي على المياه المالحة..
قـبل عشرين عاماً سمعت عن محاولات زراعة نبتة الساليكورنيا في المنطقة الشرقية (بالتعاون مع معهد أبحاث أريزونا الزراعي) فأين وصل هذا المشروع؟ ولماذا لم نعد نسمع عـنه؟.. فهذه النبتة تعود إلى سواحل المكسيك وتشرب المياه المالحة وتفوق في إنتاجها نباتات تسقى بالمياه العذبة كالذرة وفول الصويا ودوار الشمس.. وهي مجرد مثال لنباتات كثيرة تعيش على المياه المالحة وتنموا بشكل طبيعي على شواطئ البحار والسبخات والتربة ذات التفاعل الحموضي..
كيف نستمر في استيراد محاصيل يستحيل زراعتها لدينا (كالأرز الذي يغمر بالمياه العذبة) في حين نتجاهل بطاطس تشيلي، وبذور الساليكورنيا، وطماطم كالاهاري، وجوز مالاوي التي تسقى كلها بمياه البحر المالحة...
أين وزارة الزراعة لدينا من تجربة محاصيل كهذه تعد أقل كلفة من تحلية المياه نفسها؟.. ألا يفترض بها امتلاك مركز متخصص بالمحاصيل المالحة يليق بامتلاكنا 3400 كيلومتر من السواحل القابلة للزراعة!؟
الموضوع ذو شجون.. وكل الشجون تجتمع تحت السؤال الكبير: أيـن ابتكاراتنا الصحراوية؟
1
د الحنفي
2018-09-30 23:17:09مقال اكثر من رائع
2
سليمان
2018-09-30 15:54:01وانا ابحث بالنت عن محطات التحليه من البحر والممبرينات وجدت عشرات الشركات الصينيه المهتمه بهذا المجال والتي كسرت احتكار الشركات الامريكيه لصناعة هذه الممبرينات والفلاتر التي تشكل محطات التحليه ووفرتها باسعار وعيده ... لانها حولت المواد البتركيماوية كالبي في سي والنايلون والبلاستيك الى محطات ... فالممبرين عباره عن اغشيه من البي في سي مثقبه بثقوب ميكروبيه تقوم بفصل الاملاح والكلس عن مياه البحر ليخرج الماء العذب .... من هذه الشركات الصينيه شركه عملاقه اسمها HUITUNG ابتكرت طريقة افضل وارخص لصناعة هذه المببرينات
.... فلماذا يتم حرق النفط .. لماذا لايتم تحويله الى مواد تحول بحارنا الى انهار ؟؟
3
سليمان
2018-09-30 15:47:42الممبرين في محطات التحليه هو الفلتر المسئول عن فصل الماء العذب عن الاملاح ... ممبرين محطات تحلية البحر يخفض نسبة الاملاح والكلس في مياه البحر من 3-5 الاف TDS الى 300-500 TDS ... وهي النسبه المثاليه للزراعه .. اما محطات تحلية المنازل فتخفض النسبه الى 100 TDS
وهي النسبه المثاليه للشرب وتكون الماء العذب ...... 80% من فلاتر وممبرينات وانابيب ومكونات محطات تحلية المياه مصنوعه من مادة الـ PVCوالبولسترين والبلاستيك ..... وكلها مشتقات بتروليه رخيصه لو تم استغلالها لحولنا البحار حولنا الى انهار .... فالبحر الاحمر والخليج العربي
كمية المياه التي فيه الف ضعف كمية نهر النيل ... ولا تنضب لان البحار والمحيطات التي تشكل ثلثين الكره الارضيه متصله ببعض وتغذي بعضها
..... يعني لو تم اعتماد مشاريع عملاقه لصناعة هذه الفلاتر والممبرينات التي تصفي المياه العذبه من مياه البحر لحولنا صحارينا الى مزارع ومراعي شاسعه ...... اضف الى ذلك مشاريع عملاقه لصناعة الواح الخلايا الشمسيه التي تمدنا بالكهرباء لعمل المضخات واجهزت الري وحتى التراكتورات والحصادات واجهزة الري المحوري ...... لكن للاسف لانرى اي اهتمام ؟
4
بن درويش
2018-09-30 14:31:31مقال رائع ..الماء المنسكب من المكيفات ربما يسد ربع احتياجاتنا من المياه فيما لو تمت تنقيته خاصة في المناطق الساحلية
5
ابو عبدالله
2018-09-30 13:14:07الجامعات لدينا مازالت تدار بطريقة التعليم العام، فعدم وجود جامعات للبحث فقط أو للتدريس فقط فلن نصل إلى شيء. فكيف نطالب عضو هيئة التدريس بابحاث مميزة وهو مشغول بعبء تدريسي كامل وتعبئة نماذج جودة وخلافه حيث تستهلك منه الوقت الكثير، فبدون وضع نظام مرن للجامعات فلن نحقق المراد منها بل تصبح مثل مدارس التعليم العام.
6
ابو دجانة
2018-09-30 12:58:29قمنا بابحاث ودراسات كثيرة في مجال التطرف والتكفير والتفرقة المذهبية والطائفية وزراعة الكراهبة ونشرها على مستوى العالم ... فلا تبخس الناس اشياءهم يا احمدي.
كان حريا بك الا تستشهد بالكيان الصهيوني ... بل كان حريا بك الاستشهاد باستراليا وبامريكا وبغيرهما من الدول ...
اللهم الا اذا كان وراء الاكمة ما وراءها من تصهين لا يخفى على كل ذي لب ... !!!
7
سعد عبدالعزيز
2018-09-30 12:20:31ليست لدينا ثقافة بحث وتخصص بزراعة الصحراء وخاصة النخيل .. بل لدينا أشعار ومواويل تتغى في جمال الصحراء .
8
مهدي الشريف
2018-09-30 12:08:26آصبت الهدف ,
9
سعود الدبيسي
2018-09-30 11:04:32اعطناء ماء يافهد ونعطيك زراعة وزارة الزراعة ارقفت زراغة الاعلاف بحجة عدم وجود مياه ومياه الشرب احلى من البحر وتكاليفها باهظة والدرع العربي لايوجد فيه مياه اعتقد هذا سبب مقنع لأن تشكل معضلة كبيرة مع نمو السكان
10
سعيد القرني
2018-09-30 08:51:59السلام عليكم / من افضل المقالات اللتي قرأتها في جريدة الرياض / جزاك الله الف خير على هاذا الطرح المهم جدا وجديا .
11
ابو حارث
2018-09-30 08:41:32تدري وين المشكله عندنا اخي العزيز لانملك جمعيات تطوعيه او الشخاص عندهم حس المبادره الجميع معتمد عبى الدوله هي التى تعمل كل شيء
وهذي المشكلة الكبرى وكذلك جامعتنا منقلقه ومراكز الابحاث مقلقه بعشر اقفال ز
12
أبو الوليد
2018-09-30 08:36:48ابتكرنا المثلوثة .
13
ابوعامروخالد
2018-09-30 08:24:10اين سيارة غزال . انتاج جامعة الملك سعود
14
سعدبساطة
2018-09-30 05:17:56نهاية المقال
تنبي عـنه!
حديث ذو شجوون
..
ليس بشأن ابتكاراتنا الصحراوية فحسب..
.
بل :
ماذا قدمنا في القرون العشرة الأخيرة
للإنسااانية؟!
15
سامي الصالح
2018-09-30 04:09:53وياسبحان الله فقد وقفت منذ سنتين بجوار احد مزارع النخيل في كالفورنيا وفعلا اندهشت من غزاره الانتاج