مع رمضان الذي وصل بعد سباق مع الزمن والامتحانات حتى ينتهي الطلبة من مناهجهم واختباراتهم وتحدياتهم الخاصة، وصلوا معه إلى بداية الإجازة، لكنها إجازة ممتدة إلى ما لا نهاية.. إلى أربعة أشهر من محاولة البحث عما يعوض الفاقد التربوي الذي تركته لنا وزارة التعليم دون رحمة ودون خيار بحجة أن رمضان هو شهر تتوقف فيه الساعة لحين مدفع الإفطار وتتوقف معه صنوف العمل والعلم، كباراً وصغاراً، في حالة من التوهم.
هذا كان أحد عناوين الصيف الذي علينا أن نتأقلم معه في ظل عدم الاستجابة للمطالب المختلفة، لكن بالمقابل فقد قررتُ ألا أستجيب لدعوات المعسكرات الصيفية التي وجدَت في قرار الوزارة في تطويل الإجازة الصيفية فرصة ثمينة لجني أرباح معتبرة فغدت الإعلانات عن النشاطات المخصصة للأطفال تترى وبأسعار تشبه أسعار تدريب النساء على قيادة السيارة.. «على حد سواء».
فكان المَخرج المثالي والذي يمكن أن ننجح في جعل الصيف فرصة تعليمية نختارها ولا تُملى علينا.. هو البحث عن برامج تطوع للأطفال. ونجحت مجموعة من الأمهات الواعيات لهذا الهدف في تجميع أطفالهم وبدأت مرحلة من الأفكار والعصف الذهني يثير الإعجاب بحماس الأطفال للعمل في نهار شهر رمضان. ولعل المكسب الأكبر لمجموعتنا كان في اقتراح الدكتورة إلهام الدخيل، المستشارة الاقتصادية والتربوية ورائدة الأعمال والاستثمار، أن نستشير الأطفال ونسألهم عما يريدون وما هم ماهرون فيه، فكانت المحاضرة النوعية في مفهوم التطوع الذي يستحق الإشادة والإشارة هنا لإضافته حول معنى التطوع وغايته.
فكانت المفاهيم الثلاثة الرئيسة بهذا الخصوص أن التطوع يهدف إلى تحسين المجتمع وحياة الناس بشكل يراه كل شخص بشكل مختلف صغر أو كبر.
والمفهوم الثاني أن التطوع ليس بالضرورة أن يكون مادياً، فهو يمكن أن يكون بالأفكار، بالجهد، بالتعليم، بالتدريب، يمكن أن يكون توعية، تخفيف ألم، تسلية، صلة رحم، أو إسعاد بشر أو حتى حيوان.
والثالث أن الإنسان لكي يتطوع أمامه طريقان، إما أن يبادر بالفكرة بنفسه أو بنفسها، ويقودها حتى تنجح، وإما أن يرتبط بكيان جاهز ويتصل به وببرامجه ويتعلم منه.
والناتج الرئيس من هذه التلخيصات الثلاثة أن التطوع لا يحتاج أن يكون مالاً ولا أن يتوجه إلى الفقير. فمجتمعنا بحاجة لأن يغير من بوصلة تطوعه وأن يتجه إلى ما ينفع الناس بالفعل ويمكث في الأرض دون اختزال في أعمال مضيئة.
فأخذت الأفكار تتشكل من خلال التعبير عما يزعج كل طفل في محيطه وما يراه أمامه، مما يشكل منطلقاً مهماً للتفكير المختلف عما يمكن أن يُسعد الناس الكبار، المسنين، المهمشين، الصغار، المهملين، الإنسان أو الحيوان، البيئة بكل مكوناتها..
وما زال الأطفال يستكشفون اهتماماتهم وقدراتهم ومساحات تحسين حياة الآخرين من حولهم.
وتقبل الله أجور كل من عمل على توسيع دائرة الخير وتأصيلها في نفوس صغارنا لتزهر وعياً وضميراً حياً.
1
سميره عبدالله ابوالشامات
2018-05-23 22:31:48ماكتبتيه وخطه قلمك مشكله تؤرق الكثير من البيوت مع قلة الموجود في السوق وسؤه من مدارس صيفيه ودورات غير ذات فائده وارتفاع في الاسعار وصعوبة المواصلات مقالتك ربما تكون دق ناقوس الطلب للجهات المعنيه في التعليم ووزارة الثقافه