لم تحظ أخبار بدء تصوير مسلسل "هارون الرشيد" الذي احتار صُناعه مطولاً قبل الاستقرار على قصي خولي للعب دور البطولة فيه بأي اهتمام من قبل الجمهور برغم تغطية معظم الوسائل الصحفية لتلك الأخبار وانطلاق الكواليس التي بدأت منذ شهر تقريباً بشكل فعلي وعلى عجل للحاق بالموسم الرمضاني.وقد تكون أسباب هذا البرود في التعاطي مع أخبار بدء تصوير العمل الذي خُصصت له ميزانية ضخمة للغاية في أبو ظبي هو تكرار الشخصية التاريخية التي قُدمت عام 1997 بإنتاج مصري ضخم حصد العديد من الجوائز ,حيث جسد البطولة وقتها النجم الفريد من نوعه نور الشريف رحمه الله, والذي أثنى على أدائه وعلى حرفية تناول الحقبة الزمنية والشخصيات من قبل كل فريق العمل كافة النقاد. وبرغم اختلاف موضوع العملين بحسب تأكيدات صناع مسلسل "هارون الرشيد" الجديد , حيث يتناول العمل هذه المرة جانباً من حياة الرشيد في طفولته وجانباً من حياته في القصر وما كان يُحاك من خطط ومؤامرات بخلاف العمل الأول الذي تناول أيام الدولة الإسلامية في عهد الدولة العباسية ومجدها التاريخي, إلا أننا نقف متسائلين, هل يصب اختيار قصي خولي في مصلحة العمل من الأساس أم أنه سيكون أول عقبة أمام نجاح العمل؟ فقصي خولي كممثل لا يختلف على قدراته اثنان، ولكنه كـ "وحش شاشة" فلا زال تائهاً، فهو إلى اليوم وبرغم تعدد تجاربه وتنقله بين عدد من الدول العربية ووقوفه أمام كاميرا أهم مخرجي الوطن العربي وبأعمال معظمها خُصصت لها ميزانيات ضخمة, إلا أنه لم يترك مشهداً واحداً في مسيرته نتذكره به! كما أنه لم ينجح مع شخصية تاريخية سابقة قدمها منذ سنوات قليلة وهي شخصية الخديوي إسماعيل ولم "يُعلَم" في ذاكرة المشاهدين بأي مشهد, بل كان جيداً وفقط, وهذا لا يكفي عند تجسيد شخصيات تاريخية بتلك الأهمية وهذا الحجم, بعكس نور الشريف الذي جسد شخصية هارون الرشيد بإبداع منقطع النظير لم ينسه كل من تابع العمل, ويبدو أن خولي أكثر المتخوفين من المقارنة لكثرة تكراره لعبارة "المقارنة لا تخيفني"! المقصود بذلك أن يكون النجم الذي يجسد الشخصية التاريخية قادراً على جعل المشاهد يصدق بأن الممثل هو تلك الشخصية من شدة تشبعه بها, للدرجة التي تجعله لاحقاً وكلما ذكرت تلك الشخصية أمامه يسترجع شكل الممثل وأداءه, كما حدث عندما قدم الفنان الكبير سلوم حداد شخصية الزير سالم في المسلسل التاريخي الشهير عام 2000, حيث لم يتبق أحد من عشرات الملايين الذين تابعوا العمل في الوطن العربي دون أن تعلق صورة لسلوم حداد من مشهد ما بذاكرته حتى اليوم, فيستيقظ بنا الحنين إلى هذا العمل كلما تذكرنا حداد أو سمعنا قصة أو شعراً للزير سالم. ولكن ولأن حسابات المنتجين تغيرت, ورؤى المخرجين تخطت عالمنا الواقعي للعالم الافتراضي, فأول معايير اختيار الممثلين أصبحت مدى جماهيريتهم, والتي غالباً ما تكون مرتبطة بـ "وسامتهم" , بغض النظر عن حجم إمكاناتهم ومدى مناسبتها للشخصية التي يجسدونها, خاصةً وأن المسلسلات التاريخية لم تعد لها معايير خاصة بها كما كان الوضع في السابق, فالعمل التاريخي حالياً كالعمل الكوميدي أو الرومانسي, والمطلوب ممثل جيد لديه جماهيرية عالية وفقط.. حتى وإن كان هناك من جيله من هو أقل جماهيرية منه لكنه أعظم من ناحية القدرات!
1
محمد البراهيم
2018-04-02 13:33:03افضل من قدم شخصية هارون الرشيد هو الممثل رشيد عساف
أما نور الشريف مافيه شيء مميز
2
علي العراد
2018-04-02 04:02:37الحكم بعد المشاهدة !