الأعشاب الطبية والسكري

  • يسأل أبو محمد عن الأعشاب الطبية والتي لها تأثير مخفض لارتفاع سكر الدم؟ وطريقة استخدامها؟ ومقدار الجرعة؟

  • الأعشاب الطبية المخفضة للسكر أو ما يعرف hypoglycemic agent وتعالج المرض المعروف diabetic disease فيجب أولاً مراجعة الأطباء والمختصين في عيادات السكر والمنتشرة في أغلب المستشفيات الحكومية والأهلية والمستشفيات الجامعية والتي تلقى اهتماماً كبيراً من المسؤولين عن الهيئات الصحية، وقد تكلمنا عن العديد من هذه الأعشاب الطبية في الأعداد السابقة من عيادة «الرياض»، ونتكلم في هذا العدد عن الحلبة Fenugreek وهي بذور صلبة لها لون أصفر أو بني من عائلة البقوليات، وتزرع في العديد من الدول ومنها السعودية، ولها تأثير مفيد على البنكرياس وتخفيض السكر من النوع الثاني، حيث إن الحلبة تحفز البنكرياس لإنتاج الإنسولين، وأظهرت الدراسات أن الحلبة تقلل من إفراز الجلوكوز في البول بنسبة أكثر من 50 %، وترجع فاعلية الحلبة كمضاد لارتفاع السكر، كما أظهرت الدراسات على حيوانات التجارب، والحلبة وصفت من المجمع الأوروبي على أنها من محسنات الطعم للغذاء وآمنة الاستخدام، وتضاف إلى الأطعمة بكميات قليلة، وفي أميركا الشمالية سمح وضع الحلبة في الأغذية بنسبة 0.05 % وهي موصوفة مع الأغذية الآمنة الاستخدام.

وتحتوى الحلبة على نسبة تصل إلى 50 % من الألياف، تجعل الحلبة مفيدة في علاج ارتفاع سكر الدم، كذلك تحتوي الحلبة على مركب ترايقولين يجعلها مخفضاً قوياً لارتفاع سكر الدم، حيث إن 500 ملغم من ترايقولين تؤخذ ثلاث مرات يومياً لمدة خمسة أيام. استخدام 25 غرام يومياً من بذور الحلبة لمدة 21 يوماً فإنه يحسن من تخفيض السكر في الدم واستجابة الإنسولين تتحسن، ويحصل تقليل ارتفاع السكر في بلازما الدم عند الصائمين، ويقلل يوريا الجلكوز، ويقلل كذلك من احتياجات الإنسولين، وكذلك يحصل تقليل ارتفاع نسبة الكولسترول عند مرضى السكر، ويجب على المرأة الحامل عدم أخذ الحلبة؛ لأن الحلبة منبه للرحم، والدراسات تثبت أن الحلبة لها مقدرة على عدم امتصاص الكربوهيدرات، كما ظهر في الدراسات الحيوانية والدراسات المعملية، وترجع فاعلية الحلبة لتخفيض سكر الدم كذلك إلى مركب الفينوقراسين Foenugraecin ويستخدم 6 غرام يومياً من الحلبة عند الاستخدام الداخلي للحلبة.

احتواء بذور الحلبة على الكيومارين وحمض النيكوتين جعلها مخفضاً قوياً لارتفاع سكر الدم، كما أظهرت الدراسات والأبحاث العلمية أن المرضى الذين يستخدمون مخفضات السكر العلاجية يجب أن يعلموا أن استخدام الحلبة كبودرة مطبوخة أو غير مطبوخة تتعارض مع هذه العلاجات الطبية عند أخذهم مع بعض، فيزداد انخفاض السكر أكثر وهذا له انعكاسات ضارة عليهم أي أن عليهم مراجعة عيادات السكر والمختصين وعمل تحاليل لسكر الدم حتى لا ينخفض السكر أكثر من اللازم، ويؤثر على صحة المريض، وكذلك المرضى الذين يأخذون MAOI والهرمونات ومضادات التجلط العلاجية في وجود الأمين Amine والأستيرويدات الصابونية والمكونات الكيومارينية عليهم مراجعة الأطباء المختصين والعيادات الخاصة للسكر عند تناولهم بذور الحلبة، كذلك امتصاص العلاجات الطبية والاستفادة منها يتأثر عند تناول الحلبة لاحتوائها على كميات عالية من الألياف fiber والمواد المخاطية mucilaginous.

والبذور تحتوي على 0.6 % رطوبة، 23.5 % بروتين و80 % دهون و 10.0 % ألياف و 26.0 % مواد مخاطية وبذور الحلبة تحتوي على فايتويستورجين Phytoestrogens وتحتوي على فايتوبروجستين phytoprogestins، 4-هايدروكسي ايزوليوسين 4-hydroxyisoleucine وهذه تعمل على زيارة الجلوكوز لتنبيه إفراز الإنسولين والترايقولين (قلويد) Trigonelline له تأثير مخفض لسكر الدم، والدراسات العلمية الحديثة تثبت فاعلية الحلبة ومركباتها لتخفيض السكر المرتفع.

وبما أن بذور الحلبة تحتوي على الكومارين Coumarin فإن بذور الحلبة تحفز تأثير مضادات التجلط مثل الوارفرين Warfarin أو الكومادين Coumadin والحلبة تسمى عند الهنود مثيي Methi والاسم اللاتيني هو Trigonella Foenumgraeeum، ويجب أن نعرف أن بذور الحلبة لها التأثير المخفض لسكر الدم المرتفع وليس الأوراق للحلبة، فإن ليس لها تأثير مخفض للسكر.

وبذور الحلبة لها خاصية تخفيض جلايكوسيليتيد هموجلوبين glycosylated Hemoglobin، والحلبة إذا استخدمت بكمية عالية ولفترة فإنها تعطي البول والعرق رائحة خاصة، والحلبة قد تسبب الإسهال، إن استنشاق بودرة الحلبة تسبب الأزمة Asthma، والجرعات العالية خلال الحمل غير مرغوبة؛ لتأثيرها الضار على الجنين، يمكن أخذ بذور الحلبة على شكل بودرة أو على شكل حبوب مطبوخة أو على شكل كبسولات مطحونة أو على شكل شاي أي الحبوب تغلى عشرين دقيقة على نار هادئة.