أكد عمدة نيويورك السابق ومستشار البيت الأبيض المحامي رودي جولياني دعمه الكامل للاحتجاجات الشعبية في إيران المطالبة بإسقاط نظام الملالي.

وقال جولياني في ندوة أقامتها المقاومة الإيرانية في العاصمة واشنطن: إنه يدعم المتظاهرين في إيران ويرى أن التظاهرات هي الطريقة الأفضل والأنجح ليتخلص العالم من شر هذا النظام.

وأضاف: إن الرئيس دونالد ترمب يريد التخلص من الاتفاق النووي بأي شكل، ولكن لن يقولها صراحة بل سيدفع الأوروبيين إلى فقدان الأمل في هذا الاتفاق بعد أن يثقل إيران بالعقوبات المرتبطة بالاتفاق وغير المرتبطة به.

ووعد جولياني الإيرانيين أن الولايات المتحدة ستوفر للمتظاهرين الوسائل اللازمة لاحتجاجاتهم من وصول سريع للإنترنت ونقل صوتهم لكل العالم ودعم لا محدود من ترمب والمؤسسات الجمهورية كافة الحاكمة في واشنطن، مبدياً أملاً كبيراً بالتظاهرات الإيرانية المستمرة رغم تراجع زخمها عن السابق.

وأشار إلى تغيرات مهمة في الموقف الأوروبي تجاه إيران، حيث قال إنها ستكون حجر أساس مهم تبنى عليه التعاملات الجديدة مع إيران، مشيداً بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كان سباقاً في تأييد التظاهرات الإيرانية واتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه إيران ورفض طلب الرئيس الإيراني حسن روحاني بطرد زعيمة المعارضة مريم رجوي من باريس.

واستطرد جولياني أن العرب والإيرانيين اليوم يشتركون بهدف واحد، فأموال إيران تذهب لتخريب الدول العربية، والإيرانيون في الشوارع يحتجون لأن أموالهم تذهب لسواهم، مؤكداً أنها فرصة تاريخية، فقلما اتفق العرب والفرس على نفس الهدف وهو إسقاط نظام الحكم الإيراني، فقد أكد الإيرانيون بصراحة أنهم يرغبون برحيل روحاني وخامنئي وهذا من شأنه أن يجمع المنطقة ويجعلها تتوحد لتحقيق هذا الهدف.

وعلى هامش الندوة، تحدث العمدة السابق لـ"الرياض" حول سبل الدعم الأميركي للمحتجين في إيران قائلاً: "لا أحد يرغب بالخيار العسكري والأرجح أنه سيعيد الأمور للوراء، لكن بإمكاننا اتباع أساليب كثيرة للتخلص من هذا النظام، ولنا تجربة سابقة ناجحة في القضاء على النفوذ المناوئ بالأساليب الاستراتيجية السلمية، والحرب الباردة مثال جيد على ذلك حيث تمكنا في غضون أربع سنوات من إسقاط جدار برلين، وتدمير الشيوعية، وهذه هي الاستراتيجية التي يسعى ترمب لها مع إيران".

ولفت إلى أن المملكة بإمكانها أن تتسلم دفة القيادة إقليمياً في الحرب مع إيران، فهي تملك أفضل القدرات وأفضل العلاقات والتحالفات، مشيداً بالجهود التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في محاربة الإرهاب.

وعن الدور الروسي المبهم والمنحاز لقوى منبوذة دولياً، أوضح جولياني أن روسيا صادقت أكثر نظام متوحش في عصرنا الحالي هو نظام الأسد، مضيفاً "أستغرب كيف لبوتين أن يعبث مع كل هذه الجماعات الإيرانية المتطرفة وهو كان يدعي أنه يواجه التطرف والإرهاب في الداخل وكان يلومنا على عدم حزمنا مع الإرهاب".

وتابع: إن معظم التجارب الناجحة للولايات المتحدة في التاريخ كانت بالذهاب في تحالفات قوية وناجحة دون روسيا، مردفاً أن القوة الاقتصادية الأميركية قادرة على عزل نظامي الأسد والملالي وغيرهما عن منظومتنا المالية وتدميرهم، وقتها فليذهبوا ليقترضوا من بنوك روسيا المديونة بالملايين.

ويعد جولياني الذي عاصر عدداً من الإدارات الأميركية من الصقور الجمهوريين المعادين بشدة لإيران، ولعب دوراً في رسم السياسة الصارمة لإدارة ترمب مع نظام الملالي، وكان الخيار الأول للرئيس الأميركي لرئاسة وزارة الخارجية إلا أنه اعتذر عن قبول المنصب، حيث كتبت بعض الصحف أنه ينوي الترشح لمنصب أكبر في المستقبل.