مستشرقون ومسلمون، وعرب يكرهون أبناء عمومتهم، غالباً ما يتناولون التاريخ العربي باستهجان عندما ينسبون العلماء والفقهاء والفنانين والشعراء وغيرهم بأنهم من أروم أجنبية لا عربية، بينما علماء «الأنثروبولوجيا» واللغات والأجناس، يعتبرون الحضارة لغة، وليست جنساً، والدليل أن أمريكا قائدة العالم الحديث معنية بعبقرية الشخص، لا مكان ولادته..
لنأخذ من الواقع المشاهد اليوم كيف يتم انتساب شخصيات مرموقة عربية وغير عربية إلى بلدانها الجديدة (رشيدة داتي) مغربية الأصل فرنسية وصلت إلى منصب وزيرة العدل لحكومة باريس، (صادق خان) عمدة لندن الحالي مسلم هندي بجنسية بريطانية، (حليمة بنت يعقوب) حاكمة سنغافورة من أصول هندية من ناحية أبيها، وميلاوية من ناحية أمها، والعديد ممن وصلوا إلى رأس حكومات ووزراء في بلدان عالمية مختلفة، لم نجد من يرى هؤلاء دخلاء على تاريخ بلدانهم الجديدة، حتى الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) جاء بعد نضال من السود فترة الفصل العنصري، ليكون على هرم سلطة أقوى دولة في العالم..
ما يعد نواقص في حضارة العرب بانتماء بارزين لشعوب أخرى، يعد بالمفهوم التحليلي للحضارات ميزة كبيرة في تعددية هذا المحتوى الذي صهر أبناء تلك الشعوب ليكونوا جزءاً من النسيج الاجتماعي دون حذف أو انتقاص لأصولهم ليأخذوا مواقعهم المتقدمة عند الحاكم العربي أو محيطه الاجتماعي، فكل الحضارات أضافت بعداً إنسانياً وثقافياً، والأخيرة تعد الإناء الأساسي للأخلاقية الإسلامية ودورها في المعمار البشري، وانتشار هذه الثقافة بالعالم الإسلامي كله..
لم يكن العرب بلا أصول حضارية قديمة، فالجزيرة العربية ملتقى طرق التجارة الآسيوية والأفريقية والأغريقية والرومانية، ولا تزال الحفريات في بداياتها عندنا بينما المسوحات توحي بأن كنوزاً هائلة على أرضها ربما تغير مسار التاريخ، وخاصة المستوطنات البشرية الأولى التي خرجت من أفريقيا لتعبر إلى هذه الأرض وتنتشر على خرائط العالم..
لقد تعرضت حضارات مصرية، وهندية، وصينية ولاتينية وغيرها، إلى ما يشبه المحو أو التشكيك بأصولها ومنجزاتها، فالعرب جزء ممن استهدفوا، ليس بالتجاهل فقط، وإنما التزييف المطلق لكل منجز قاموا به..
هناك مؤرخون كبار في الغرب، انصفوا حضارة العرب وعدّوها منجزاً بشرياً هائلاً أمثال (ديورانت) في موسوعة «قصة الحضارة»، أو (توينبي) في كتابه «مختصر دراسة التاريخ» أو «شمس العرب تسطع على الغرب» للألمانية (سيغريد هونكه) وغيرهم، وهي جزء من شهادات لعظمة تاريخنا الذي نحتاج إلى تدوينه بلغة علوم اليوم نقداً وتحليلاً وكتابة..
1
حسين حمزه بافقيه
2017-12-10 12:03:16الحضاره العربيه هي ارقي الحضارات الانسانيه لانها اصبحت بعدالفتوحات قبله للقادمين منها للمشاركه في النشاط الفكري والعلمي دون النظر الي العرقيه فحضارتنا عربيه اسلاميه
2
ا ا عسه ا ا
2017-12-10 08:54:27مايحتاج ندافع عن تاريخنا تاريخهم مات وهو مجرد نحت حجارة وتاريخنا حضارة انتشرت في كافة بقاع الأرض ومازال حي ويتكلم بكافة لغات العالم
3
عبدالله الرشيد الرياض القصيم الرس
2017-12-10 08:09:53الإمامين. البخاري و مسلم اصحاب الصحاح الصحيحه وثقوا الأحاديث النبويه. ولم يشرحوها. على امزجتهم لكن انظر الى شروحات علماء العرب في القرون الوسطى انظر الاختلافات والتباينات في شروحهم للأحاديث. انظر الى الفارابي والرازي والخوارزمي وابن سينا وسيبويه وابن المقفع وجذورهم وشموخ عطائهم للانسانيه. جمعاء وهذا لايعيب انتسابهم علماء الهند وباكستان اخترعوا القنابل. النوويه وهم من المسلمين. وليسو عربا. لكن لماذا لانقول ان الترك الطورانيين هم من اسباب انحطاط العرب خلال خمسة قرون ولكن ماذا تقول ان علماء العرب المعاصرين في الطب والهندسه والعلوم والأدب والصحافه هناك مع الآسف من يصفهم ويؤلف عنهم ويسمهم ويصفهم ويقلل من جهودهم والاستعداء عليهم ويصفهم بانهم تغريبيين او عصرانيين. او علمانيين خاصة اذا اجتهدوا بالتطوير والاقتداء بكفاح الشعوب الاخرى
4
ساعد السوني
2017-12-10 01:55:05بسم الله الرحمن الرحيم.
جميل.سيدي,تاريخنا بدأ يعرف وينجلي ويشرق,ولكن الأهم منه هو مستقبلنا.مستقبلنا الذي يجب أن نبنيه بنفسنا فقط.بأيدينا التي تحت أكتافنا.بعقولنا وإرادتنا.بكل مافينا من إيمان وطاقة ومحبة للحياة ولله.لننظر بعدها إلى مستقبل أفضل لنا وللإنسانية كلها حين تتبعنا.