كلما قرأت تقريراً عن أكثر الرجال تأثيراً في العالم أجد اسم روبرت مردوخ في مكان ما.. لا أتحدث هنا عن حجم الثروة أو التأثير السياسي بل عن التأثير الإعلامي وتشكيل نظرة الناس للأحداث (خصوصاً حين يتعلق الأمر بإسرائيل وحق اليهود في العودة لأرض الميعاد)..

ومردوخ يهودي محافظ أصبح إمبراطور الإعلام الدولي وأكبر المتحكمين فيه.. فرغم أصله الأسترالي يملك اليوم عدداً كبيراً من الصحف والفضائيات المؤثرة في معظم الدول - بما في ذلك الصين وروسيا والهند.. فهو يملك مثلاً النيويورك بوست الأميركية والتايمز والصن الإنجليزية وشبكة فوكس الإخبارية.. كما اشترى محطة "تي. جي. آر. تي" التلفزيونية التركية وصحيفة "تركيا" ووكالة “"إخلاص" للأنباء ودخل سوق الإعلام العربي من خلال امتلاك حصة مؤثرة في شبكات روتانا التي تمتلك قنوات تلفزيونية ومؤسسات إنتاج...

ورغم كل هذا التشعب والنفوذ بدأ حياته في جريدة أسترالية متواضعة ورثها عن ابيه تدعى ميلبورن هيرالد.. وفي عام 1953 تمكن من شراء صحيفة ضخمة تدعى اديلاند نيوز. وبعد سنوات قليلة حتى أصدر أول صحيفة تنشر على مستوى القارة دعاها "الأسترالية".. وفي الثمانينات اشترى كامل المجموعة الصحفية التي اشترت منه سابقاً جريدة والده وأسس فيها قاعدة لقنوات البث الفضائي موجهة لآسيا!!

وكان مردوخ - بدءاً من السبعينات - قد وسع نشاطاته إلى نيوزلندا وبريطانيا وأميركا وهونغ كونغ والصين (ثم لبقية العالم) حيث قام بشراء وتأسيس صحف ومحطات فضائية فأصبح الملك غير المتوج للإعلام الدولي.

ولروبرت مردوخ إيدلوجية سياسة سخرها لخدمة المشروع الإسرائيلي والتوجة الأميركي المحافظ الذي جعل (الإعلاميين المحترمين) يقدمون استقالتهم فور شرائه للصحف التي يعملون فيها. ونظرة سريعة على ممتلكاته الإعلامية تجعلنا نتساءل إن كان مجرد واجهة لمخطط صهيوني عالمي تمت حياكته ببراعة.. فهو مثلاً يملك ثلث الصحافة البريطانية (التي يستقر ثلثها الثاني بيد يهود آخرين). كما يملك شبكة قنوات سكاي وستار وفوكس التي تصل إلى قارات العالم الست - بالإضافة لشركة هاربر كولنز أكبر دار نشر في العالم من حيث الحجم والمبيعات.. وفي أواخر السبعينات دخل مردوخ السوق الأميركي بقوة فأسس جريدة الناشونال ستار وامتلك النيويورك بوست والنيويورك مجزين وفليج فويس وصحيفة بوسطن هيرالد وشيكاغو تايمز.

وفي الولايات المتحدة أيضاً اشترى استديوهات القرن العشرين لإنتاج الأفلام ومجموعة محطات ميتروميديا التلفزيونية وأسس محطة فوكس الإخبارية وعدة شركات محلية للكيبل. ولضمان موقع له في آسيا اشترى أعظم صحفها "ساوث تشاينا" كما دخل بقوة إلى سوق الأقمار الآسيوية من خلال وجوه هندية وصينية ويابانية لمحطات ستار وسكاي وفوكس.

هذه الممتلكات الإعلامية جعلت لروبرت مردوخ تأثيراً خارقاً على مراكز الرأي العالمي وجعلته واحداً من أغنى أغنياء العالم. وهو يُعد نموذجاً للإعلام اليهودي الذي يدخل كل بيت باللغة المحلية والثقافة المناسبة ويجسد البروتوكول الثاني عشر (من بروتوكولات حكماء صهيون) الذي ينادي بتشكيل عقول البشر لصالح قضاياهم...