سعدت كثيراً بعودة الزميل الإعلامي خالد مدخلي إلى بيته الأول بوزارة الإعلام، حيث فرغ من إعارته الناجحة في قناة العربية ليتم تعيينه مديراً للقناة السعودية.

مدخلي خبرة مهنية متخصصة، وصاحب رؤية إعلامية شاملة، بل وله خبرات تأسيسية في الإعلام المرئي حيث كان أحد الأركان التي قامت عليها قناة الإخبارية، وكل هذا يجعله جديراً بالثقة في تطوير المحتوى البصري والمعرفي بقناتنا الرسمية في ظل وجود الوزير الشاب الداعم عواد العواد.

الطريق أمام مدخلي في مهامه الجديدة ليس مفروشاً بالورود، فالتحديات والمعوقات أمام كل قنواتنا التلفزيونية كثيرة، ومن أهمها العنصر البشري، حيث تئن استوديوهاتنا من ضعف مستوى بعض القدرات الفنية وخصوصاً في الإعداد، وكذلك ضعف بنية التجهيزات التقنية، وقلة الدعم المادي للمبدعين والمتميزين كذلك فقدان الهوية الإعلامية المتخصصة للقنوات التلفزيونية السعودية.

إن قنواتنا بكل أسف ذات محتوى شبه مستنسخ ما يخلق حالة تداخل في البرامج وتشابه في المعروض باختلاف المسميات.

أعتقد أن الأمر يحتاج مراجعة شاملة ودقيقة تبدأ ببناء هوية لكل قناة وأن يتسق محتواها بشكل كامل مع الأهداف التي أنشئت كل واحدة لأجلها، عبر اعتماد التخصص المهني يبدو هو الطريق المختصر والأكثر فعالية، فمثلاً يجب حصر الأخبار على قناة الإخبارية فقط لتكون هي المرجعية ومحل الثقة في هذا الشأن، فتتكثف نشاطاتها ببث الأحداث وتحليلها ومتابعة مستجداتها والتعليق عليها برتم سريع كما هو حال قناة العربية، بالإضافة إلى نقل نشرة الأخبار الرئيسة من القناة السعودية إلى الإخبارية مما يسهم في توفير ساعات بث واستثمار أوقات الذروة بالبرامج الجماهيرية.

كما أقترح تفريغ القناة السعودية لتبث محتوى منوعاً ما بين البرامج الخفيفة والجادة التي تناقش هموم المواطن ومستجدات الوطن مع تخصيص أوقات لبث المسلسلات الدرامية والحفلات الغنائية ما يجعلها قناة اجتماعية تلتف حولها الأسرة السعودية باطمئنان ومودة.

أما القناة السعودية باللغة الإنجليزية مصيرها التوقف لضعف المردود منها وانعدام الفاعلية في ظل منافسة غير عادلة من القنوات الناطقة باللغة الإنجليزية التي يوفرها البث الفضائي.

إن ما يجب الإقرار به هو أن إعلامنا المرئي لا يعول عليه بشكله الحالي في تنمية القيم المعرفية وتنوير الرؤية وصناعة رأي عام يتسم بالوعي ودعم سياسات الدولة.. ما يجعل التساؤل مشروعاً، فهل يا ترى أن ما يتم رصده من صرف مالي على قنواتنا يعادل ما تحققه من أهداف؟!