ما أجمل أن أقول "ولي وطن".. أعرف أنها كلمات تدل على الانتماء، ولكن هنا.. في المملكة العربية السعودية.. كلمة وطن لها مفهوم أكبر، إنها تمثّل الأمن والاستقرار، الرخاء والرغد، السعادة والمتعة، الطمأنينة، القناعة. وطن هو روح واحدة تجمع كل من وطأ هذه الأرض التي تشكلت من الرمل والجبال وتدثرت بالهواء وتعطرت بالمطر، روح تبث بكل إنسان مواطن ومقيم ووافد، رجل وامرأة، طفل ورضيع، تبث فيهم حياة خاصة، لا تتوفر في أي مكان.
كل من يردد "ولي وطن" سيشعر بالفخر والزهو، فهنا الجميع يملكون وطناً يحقق لهم الحياة السعيدة، يعرفون حقيقة الانتماء، ليس لمذهب أو عرق أو قبيلة بل وطن يجتمع الكل تحت مظلته.
كل من يردد "ولي وطن" سيعرف أن حقوقه مصانة، وأن قيمته محفوظة، وأنه ليس بنكرة، وأنه يزداد رفعةً وعلواً حين ينتمي حقيقة لهذا الوطن.
الحياة الخاصة في هذا الوطن، هي العلاقة الواضحة بين الإنسان وخالقه، والتلاحم بين الشعب وقيادته، والتوافق والتعايش بين كل مكونات المجتمع المختلفة.
منذ صغرنا نعرف أن هنالك وطناً واحداً وقيادة واحدة وشعباً واحداً، ومصيراً واحداً، وهدف واحد، و"الأغبياء" يعيشون حالة من التشرذم.. يريدون كائناً واحداً يسمع أصواتهم أو يتبعهم أو يلقي لهم بالاً.. فلا يجدون إلا يداً واحدة تصفع وجوههم الداكنة من الخبث والرداءة.
العلاقة بين الجميع مبنية على الاحترام والتقدير للمواطن، والولاء والطاعة للقائد، لذا فالمواطن وأيضاً المقيم شعروا بتلك القيمة من خلال تهيئة سبل العيش الرغد، بالمقابل شعر كل من كلف بمهمة بعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه.
هذا وطن يحتوي كل ناجح ومميز ويهيئ لكل فرد فرص النجاح والتميز، وينبذ كل من اكتسى بالشر ومارس الإرهاب.. يتخلص منه ويستأصله من جذوره.
نحب وطننا كثيراً.. ونفرح بكل إنجاز يحققه كل فرد من أبنائه.. وكل إنجاز يتحقق على أرضه.. ونسعى أن نساهم بقدراتنا البسيطة لنرفع اسم الوطن عالياً، وفخر لنا حين نرى راية الوطن الخضراء ترفرف في كل محفل علمي وثقافي واقتصادي ورياضي.
آذاننا لا تسمع إلا صوت الوطن وعيوننا لا تبصر إلا وجه الوطن.. وقلوبنا تنبض بحب الوطن.. إنه النشيد الذي به نترنم.. إنه كل الكلمات الجميلة.. الكلمات التي تجعلنا نردد مع ابن الرومي:
ولي وطن آليت ألاّ أبيعه وألاّ أرى غيري له الدهر مالكاً
التعليقات