بالوعي السياسي تهاوى ما سمّي بحراك 15 سبتمبر على رؤوس الداعين له، كان الوعي هو الذي حطم كل الدعوات الشبيهة، وهو الذي عرّى التهديدات الإقليمية التي تتربص بالبلاد وبمحيطنا، وهو الذي كشف الأطماع التي تتربص بوحدتنا وأمننا، وهو الذي أضاء للعقول الأبعاد الخطيرة لنتائج مثل هذه الدعوات المشبوهة والتي كان حصادها ما نراه من أعاصير عاتية تعصف بدول عربية مستقرة لتحيلها إلى بؤر للفوضى.
الخراب ظل دائماً يبدأ بدعوات لمظاهرات سلمية، فتفلتت الأمور وتحولت لحروب طاحنة يموت فيها مئات الآلاف ويتشرد الملايين وتنتهك بسببها الأعراض وتنهب الأموال كما هو الحال في سورية وغيرها.
أكبر أسباب الوعي السياسي في مجتمعنا هو ما نعيشه واقعاً من علاقة وطيدة تربط بين الأسرة الحاكمة والشعب، هي علاقة مباشرة بلا أدنى تعقيدات، فلا باب يوصد ولا حاجب يمنع، وكل مواطن يمكنه الوصول إلى مجلس الملك أو الاتصال بولي العهد، بل وفي خضم مشاغل إدارة الدولة يشارك قادة المملكة عامة الشعب بالحضور والاتصال في أفراحهم وأتراحهم، وهذا ما لا تجده في أي بلد آخر.
خونة الوطن من الداخل والخارج حاولوا توظيف ملفات شعبية هي محل الاهتمام الداخلي دون شك مثل البطالة بين الجنسين وأزمة السكن (الشبوك) أو تحسين الخدمات الإنسانية كالصحة والتعليم، فتم استغلالها بسوء قصد وفساد نوايا في قنوات التآمر وصحفهم الإلكترونية والورقية وخلاياهم التويترية، للوصول إلى هدفهم النهائي وهو إشاعة الفوضى وتقويض الأمن وتهديد مصالح البلاد... لكن وعي المواطن كان بالمرصاد فهو يؤمن بأن آل سعود صمام أمان هذا الوطن، والضامن الوحيد القادر على قيادة السفينة بين بحر متلاطم بالمؤامرات والدسائس مما أدى إلى انهيار كل رهانات الخونة.
فالمواطن الواعي يفرِّق بين المطالب المشروعة وبين المساس بالأمن الوطني، ويرفض استغلال الاحتياجات الحياتية العادية التي لا يخلو منها مجتمع لتكون وقوداً للفتن والاستغلال من قبل الأنظمة المعادية كنظام طهران ونظام الدوحة.
شكراً لكل مواطن على حجم الوعي وعلى حجم هذا الوفاء والإحساس بالمسؤولية الذي أظهره.. وليكن في ذاكرتنا دائماً
قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها).
1
حرقوص
2017-09-19 02:35:09كلام جميل ورائع ، فما أجمل هذا التلاحم بين القيادة والشعب اللهم أدم هذه النعمة العظيمة ولا مكان من يسعى شق عصا الطاعة والسعي الى الفوضى وما يسمى بالحراك الذي سقط سقوطا مريعا ، حفظ الله المملكة العربية السعودية من كل حاقد ومن شر حاسد .