صدق الجدود فيما تناقلوه، فما لا تسمعه بأذنك تراه بعينك.. وهي المقولة التي تستخدم استدلالاً على الحقيقة!

مثال على ذلك 2000 شاب من مدينة بريدة أعطوا الدليل الدامغ على أن شباب الوطن أهل للثقة في العمل الميداني فحققوا النجاح الكامل في تنظيم وإدارة مهرجان بريدة للتمور 2017، والذي يعتبر أكبر سوق للتمور على مستوى العالم وأحد أهم الروافد الاقتصادية وأكبرها لمنطقة القصيم، فقد تولت السواعد الوطنية عملية تنظيم دخول ما يقارب 1600 سيارة يومياً محملة بالتمور وبيعها بمهارة وإتقان، لتسجل مبيعات المهرجان ما يربو على ملياري ريال إضافة لتوليهم عدة مهام مثل الشؤون الإدارة والمالية والتسويق وكذلك الخدمات المساندة مثل نقل البضائع وإعداد وبيع الطعام وتقديم خدمات الضيافة.

لقد كانت لشبابنا بصمتهم الوطنية المحلية بكل ألقها، فالتفتت الأعناق إعجاباً بأسلوب الدلالين المشوق في إدارة المزادات بأصواتهم الجهورية وطرائقهم الاحترافية، ليعيدوا أصالة الماضي بعبقها الذي ملأ أرجاء المهرجان، ولفتة أخرى توقفت عندها الأنظار، وهي أن منظم المهرجان سعود العويس تمكن من تحويل الفعالية الاقتصادية إلى فعاليات أشمل، لتتعزز صناعة السياحة المتسعة اقتصادياً وترفيهياً واجتماعياً، فتم استثمار إحدى المزارع الأكثر عراقة الواقعة في (الصباخ) والتي يعود عمر نخيلها لأكثر من 400 عام كموقع يقدم فعاليات مصاحبة للمهرجان بمشاركة الأسر المنتجة، لتنطلق منها العروض التاريخية للحرف اليدوية، والألعاب الشعبية بجاذبيتها وجمال محتواها، وليفوح أريج التاريخ، وتتجلى جوانب مما عاشه الأجداد بين تلك المزارع وبالإمكانات المحدودة التي كانت بأيديهم آنذاك.

لقد كانت مناسبة استحق فيها شبابنا أن نشد على أيديهم تحيةً وتقديراً، مع تمنياتنا بأن تستثمر كل مدينة ومحافظة في هذا الوطن الغالي الفرص المتاحة لديها اقتصادية كانت أو مناخية أو جغرافية لرفع مستوى صناعة الترفيه، ومواكبة الرؤية 2030، والإسهام من ثم في خلق فرص عمل لأبنائها، ورفع مستوى دخلهم المادي، والتحول نحو الترفيه الداخلي كاستثمار متعدد الفوائد والثمار.

شكراً لأمير القصيم على دعمه اللامحدود والذي كان كلمة السر في نجاح هذه الفعالية وشكراً لجميع القائمين على المهرجان على حسن التنظيم والاستقبال.