من حظ الحركة الأدبية في المملكة أن قيض الله لها من يحرص على متابعة كل ما يصدر من كتب ودراسات، في وقت خلت الساحة من المجلات المتخصصة بعروض الكتب، والمكتبات التجارية والرسمية لا تحفل بالإصدارات الحديثة فما بالكم بالقديمة، لذا لو لم يكن هنالك فئة من الباحثين يهتمون برصد حركة النشر لفقدنا المعلومة الصحيحة عن كثير مما نشر في سنوات عديدة داخل المملكة وبالذات للأدباء السعوديين، ربما هنالك من يقول ان هذا الرصد تقوم به مكتبة الملك فهد الوطنية عبر الببليوجرافيا الوطنية، وهذه الببليوجرافيا شاملة لكل ما يصدر في شتى العلوم والآداب، ولكن ما يهمنا هو رصد الأدب وبالطبع يدخل من ضمنه الإبداع الشعري والقصصي والروائي وأيضاً المسرحي مع الدراسات التي قدمت حولها، من هؤلاء الباحثين المبدع خالد بن أحمد اليوسف الذي صدرت له منذ أيام كتاب حركة التأليف والنشر الأدبي في المملكة العربية السعودية لعام 1437ه 2016م دراسة ببليوغرافية ببلومترية، عن كرسي الأدب السعودي بجامعة الملك سعود، وقبل ذلك صدر له بحث ودراسة عن حركة التأليف والنشر في المسرح السعودي. وهي أيضاً عن كرسي الأدب السعودي، وهذا يحسب للقائمين عليه بجامعة الملك سعود.

بدون جدال هذا الجهد عمل مؤسساتي يقوم به فرد أخلص للأدب ولعلم المكتبات، وحقيقة كتبت عن هذا أكثر من مرة، أملا بأن تقوم المؤسسات الحكومية المعنية بتفعيل الرصد والمتابعة، وذلك من خلال وضع قاعدة معلومات، تتبع وزارة الثقافة والإعلام أو مكتبة الملك فهد الوطنية أو أحد الأندية الأدبية، يتم رصد كل ما له علاقة بالأدب، ويكلف اليوسف بالدراسة التحليلية للإصدارات، بصورة سنوية على ان يشكل فريقاً من المهتمين بذلك لاحقاً.

إضافة إلى ذلك ومن خلال البيانات الببليوغرافية تكوين مكتبة وطنية لكل ما صدر من كتب خاصة بالأدب في المملكة العربية السعودية، تكون المرجع الأول لكل باحث.

نحن مقبلون على مرحلة جديدة، في انتظار تكوين كادر الهيئة العامة للثقافة، والتي آمل أن يستفيد منها الأدب في المملكة، من خلال دعم المؤلفين ونشر وتسويق الكتاب السعودي، والأهم هو حضور الكتاب السعودي ليس في مكتبات المملكة فقط بل كافة المكتبات ومراكز بيع الكتب في كل أرجاء العالم، ليس هذا حلماً، بل أمنية، بجهود المخلصين ستتحقق، الأدب في المملكة العربية السعودية متميز، أقرب مثال، البوكر، وغيرها من الجوائز التي يحصل عليها بعض المبدعين من المملكة في دول الخليج العربية والوطن العربي، وقد يصل لبقية دول العالم مثل حصول الشاعر علي الحازمي على الجائزة الكبرى في ليالي الشعر العالمي برومانيا، والأمثلة كما قلت كثيرة جداً، لنفتخر بإبداعنا، ونشكر كل من أخلص لرصده ومتابعته وتسويقه.