فعاليات ثقافية متنوعة اشتمل عليها سوق عكاظ لهذا العام، من ضمنها المسرح الذي قدمت فيه سبع مسرحيات ضمن مسابقة الإبداع المسرحي، المشكلة أن الزائر لسوق عكاظ يجد نفسه بين خيارين حضور الأمسيات والندوات أو حضور المسرحيات لبعد المسافة بين تلك الفعاليات، فالعروض المسرحية تقام في قاعة فهد الحارثي في مقر جمعية الثقافة والفنون والفعاليات الثقافية بما فيها حفل الافتتاح أقيمت في مقر السوق والذي يبعد 30 كيلو مترا عن الطائف تقريباً.

أنا لن أقيّم النشاط الثقافي في السوق والعروض المسرحية بقدر ما كنت أتمنى لو كانت العروض المسرحية والفعاليات الثقافية في مكان واحد.

أتوقف قليلا عند مشروع سوق عكاظ وأساسه، في هذا العام خصصت جائزة في السرد العربي للقصة القصيرة، الملاحظ أنه لم تقدم أي ندوة عن السرد، وأعتقد أنه وبرغم أن هذه الدورة هي الحادية عشرة، ولكن لم تتشكل هوية واضحة للسوق، ففي حفل الافتتاح فمع وجود الإبل والخيول والألبسة التراثية والقصائد الشعرية القديمة ولكن هنالك عروض الليزر والأكروبات والرقصات الشعبية الحديثة والعرض المسرحي الجانبي، من وجهة نظري أتمنى أن تكون هنالك ثيمة محددة في كل عام من التراث، ليكن أحد الشعراء المشهورين في السوق، يتم تسليط الضوء عليه، تقدم مجموعة من العروض المسرحية عنه، وتخصص العروض المشاركة في الإبداع المسرحي عن ذلك الشاعر، وهنا يكون التحدي في كتابة النص الحديث والإخراج المتميز، وبالطبع كل كاتب وكل مخرج يسعى بتقديم عرض مختلف عن ذلك الشاعر، وأذكر أنه في الأعوام السابقة للسوق كان حفل الافتتاح يشتمل على عرض مسرحي لأحد شعراء عكاظ، يكتبه أحد كتاب المسرح في المملكة، وقد كانت بعض العروض متميزة، كل ما أتمناه هو أن يقدم ما لا يقل عن سبعة عروض عن شاعر معين، وبكل تأكيد ستكون تلك العروض المسرحية متميزة ومختلفة تحددها قدرات الكاتب والمخرج المسرحي، وأنا هنا لا أتحدث عن تلك العروض التي تقدم في جادة عكاظ، فتلك مختلفة.

أمر أخير للأسف حفل الختام للسوق في هذا العام كان باهتاً مختصراً على الفائزين والمكرمين، كما هو معروف أن الحفل الختامي في مسابقات العروض المسرحية وإعلان الفائزين يكون مختلفاً، ومشوقاً، فلا يعرف الفائز إلا في الحفل، وكانت هنالك توصيات يقدمها أعضاء لجنة التحكيم تخدم النشاط والمسابقة، هذا العام ألغي الحفل ووضعت قائمة بأسماء الفائزين الذين يمكنهم دخول الخيمة محدودة الكراسي، وقد كانت صدمة لكثير من المسرحيين الذين ذهبوا إلى سوق ولم يجدوا أسماءهم في بيان الفائزين ولم يُمَكّنوا من الدخول للحفل، البيان حسب ما سمعت يشتمل على أسماء الفائزين في كل مسابقات السوق ومن ضمنها المسرح.

سوق عكاظ يحتاج بدون مجاملة لتقييم شامل، إدارة وفعاليات، بعدها.. تصحح الأخطاء، وأتمنى أن تكون الدورة الثانية عشرة من سوق عكاظ مختلفة ومتميزة.