تكشف الكثير من المواقف البسيطة عن خطر يهدد الكرة السعودية يتمثل بمجموعة من المنتمين للوسط الرياضي تحاول اصطياد الأحداث العابرة وتوظيفها لمصالحها الشخصية حتى وإن كان ذلك على حساب المنتخب السعودي ومسيرته الرائعة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم ٢٠١٨.

بعد مواجهة المنتخب السعودي ونظيره العراقي ظهرت أصوات تهاجم رئيس اتحاد الكرة الدكتور عادل عزت بشراسة على خلفيات موقف عابر يحدث ولا أحد يعرف التفاصيل التي تقف وراءه، لكن المؤسف أن يتم استهداف رئيس الكرة بأبشع العبارات والألفاظ من أجل إرضاء أطراف أخرى وكسب ودها ولا يعلم معظم هؤلاء أن مثل هذه الممارسات تنعكس على مسيرة المنتخب واستقراره ونتائجه الرائعة في التصفيات بعدما عانت الكرة السعودية من أجل تسجيل مثل هذه العودة.

المشكلة أن كثيرين يحاولون استغلال هذه المواقف لتصفية الحسابات بسبب اخفاقاتهم إما في الوصول إلى منصب أو في سباق انتخابي، ليأتي التساؤل عما سيفعله هؤلاء لو أتيحت لهم الفرصة وتولوا المسؤولية وهم بهذه العقلية الغريبة؟، إذ لا طائل مما حدث إلى التأثير على اتحاد الكرة الذي أمضى الـ٩٠ يوماً الأولى بنجاح باهر وحقق أهم أهدافه وهو إبقاء المنتخب في دائرة المنافسة بقوة على الوصول إلى مونديال ٢٠١٨، في وقت لا يعجب البعض أن يحقق الاتحاد الحالي النجاحات حتى يتمكنوا من إثارة الشارع الرياضي ضده.

في السابق شاهدنا الكثير يقفون مع منافسي الفرق السعودية في مشاركاتها الخارجية وتمثيلها للوطن من خلال الشوشرة الإعلامية ومحاولة التأثير عليها، وما يخشاه الجميع هذه الأيام أن نشهد نوعاً من الهجوم على اتحاد الكرة بسبب موقف عابر يمكن أن تحتويه الأطراف المعنية به، ولن يكون هذا الهجوم إلا بسبب مواقف ومصالح وولاءات لبعض الأطراف التي لم يكتب لها الوصول لمرادها.

المؤسف أن نشاهد بعض إداريي الأندية السابقين وهم يركبون التيار من دون مبرر ومعرفة بتأثير مثل هذه التصرفات على مسيرة اتحاد الكرة الذي يحتاج للهدوء والدعم من الجميع، والأكثر غرابة هو ظهور أسماء إعلامية عالية المهنية في واجهة الأحداث تتناول الموضوع في حين أن المستفيدين من مثل هذه المحاولات غائبون ويتوارون خلف الأنظار، ووضعوا بعض الإداريين السابقين جسراً لتمرير ما يريدون.

ما يحتاجه اتحاد الكرة وقبله "الأخضر" في المرحلة الحالية تكثيف الدعم وعدم الوقوف عند أمور وتفاصيل ثانوية ومشكلات أطرافها معروفون ويستطيعون حلها دون تصعيد إعلامي وهجمات غير مبررة، إذ يواجه اتحاد الكرة العديد من الاستحقاقات المهمة والقضايا على جميع المستويات من منتخبات ولجان وقضايا أندية وقضايا تحكيم وكل هذه القضايا ستجد مع الأسف من يحاول استغلالها من أجل تصفية الحسابات مع أعضاء اتحاد منتخبين وصلوا إلى موقعهم الحالي عبر صناديق الاقتراع التي شهد لنزاهتها منافسوهم على الملأ.