الرياض-علي الحضان
رعى صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن انطلاقة فعاليات ليالي الشعر النبطي التي أقيمت في مركز الملك فهد الثقافي ضمن نشاطه الثقافي لعام 2017م حيث تجول سموه في متحف المعرض المصاحب للشاعر محمد الأحمد السديري الذي ضم العديد من صور الشعراء القدامى والقصائد، وركن الباحث محمد القويعي ثم كرم سموه الشعراء الراحلين الذين خدموا الساحة الشعرية النبطية وكان في مقدمتهم الشاعر أحمد الناصر الشايع - رحمه الله - والشاعر رشيد الزلامي والشاعر سعد بن جدلان والشاعر مساعد الرشيدي رحمهم الله.
بعد ذلك تحدث الدكتور عبدالله الزازان في "ندوة الوفاء" التي أدارها مشعل الفوازي عن الشاعر أحمد الناصر مشيراً إلى منهجه في الشعر وعذوبة شعره وصوته حيث يعتبر الشاعر الناصر ظاهرة فريدة في الثقافة الشعبية وقال ورغم: إن الشاعر يأخذ بالأسلوب الوجداني وينسج على منواله الأبيات العاطفية إلا أن نظرته للعشق لم تتبدل هي تلك النظرة التقليدية إذ لم يحاول أن يعرض الغزل بالصورة الغزلية الحديثة والشاعر أحمد الناصر يهيمن على شاعريته موضوعان مهمان : الوجد والغنائية، فيمتلئ شعره بالإنعاش الحزين واللون الغنائي وإن كان لا يعبأ في اللغة بالترابط المعنوي إلا أن البعد العاطفي مصدر نشاطه الإبداعي.
وإذا جاز لي أن أعتبر أحمد الناصر زعيم الشعراء العذريين فهو بلا شك كذلك فغزل الشاعر يأتي حارقاً مبكياً يتألم الشاعر للفراق ولذلك تقرأ الرحيل والحنين والوداع في أبياته.
وأشار الزازان: أنه في بداية عقد السبعينات دخل إلى حياته الشعرية لون المحاورة وقد عده النقاد أمير شعراء المحاورة كما أنه يستخدم في محاوراته تكتيكات سيكولوجية ويعتمد على البساطة والعرضية.
وتحدث الدكتور ماجد الغنامي عن الشاعر رشيد الزلامي فتطرق إلى مولده ونشأته ومكانته وبدياته الشعرية في مجال النضم والمحاورة وأورد نماذج من اعتزازه بنفسه وشعره وقصائد عن حبه لوطنه.
فيما تحدث عبدالرحمن بن محمد الدعرمي عن منهج الشاعر سعد بن جدلان وهو الاسم الذي طبق الآفاق شرقاً وغرباً على امتداد الوطن العربي رغم قلة حصيلته التعليمية
فابن جدلان فيلسوف من طراز نادر له آراؤه الخاصة التي يطرحها في قصائده ولم يسبقه إليها أحد، وطرق سعد بن جدلان - رحمه الله - جميع أغراض الشعر العربي: المدح والفخر والهجاء والغزل والحكمة والرثاء والوطنيات وتميز كثيراً في استهلال قصائده بتمجيد الله سبحانه وتعالى والثناء عليه.
فيما نال بن جدلان حب جماهير الشعر من الخليج إلى المحيط وحصد الكثير من الألقاب منها المتنبي وشاعر الجزيرة العربية وملك الوصف.
وأشار عواض العصيمي إلى أن الشاعر الراحل سعد الرشيدي غالباً لا يخاطب المثال العاطفي المتجسد في الآخر كما يخاطب شعراء آخرون مثالهم العاطفي أي لم يتوقف عند الجمال الشكلي جمال الجسد والمظهر جمال اليفاعة الأنثوية كما فعل ويفعل شعراء كثيرون وإنما خاطب مثاله من منظور فني يتسم بالحركة والحيوية أي إنه استعان بمخيلة فنان تشكيلي بارع.
ولدى الشاعر مساعد الرشيدي ثلاثة أشكال من التعبير ترافقه كشاعر وكنجم فالشكل التعبيري المتمثل بالحوارات الإعلامية والشكل التعبيري الذي تؤديه نصوصه والشكل التعبيري الذي تؤديه يداه وتنغمر به ملامح وجهه عند انهماكه في إلغاء قصيدته والأشكال يكمل بعضها البعض في تقديمه كصوت وصورة وحركة وكذلك كتجربة شعرية فيما تميز بالتصاقه بالمعجم المحلي البدوي وتوظيف كثير من مفرداته في نصوصه وهو توظيف جمالي كما هو توظيف تعبيري يلائم فكرته عن أهمية استخدام الكلمة في مكانها داخل النص في مكانها بدقة لافتة ويمنحنا ذلك تصوراً عن نفوره عن العشوائية في التعبير.
فيما استمتع الحضور بالربابة ثم تابع الحضور ندوة مسرحة الفنون الشعبية. شعر القلطة نموذجا التي ألقاها الدكتور سعد الصويان وأدارها الأستاذ سعد المحارب.
ثم جاء دور السمسمية وفرقة السامري وتلتها أنغام نبطية للفنانين عبدالله عبدالعزيز، وفيصل العمري، واختتمت بأمسية شعرية أدارها علي المفضي بمشاركة الشاعر خالد المريخي والشاعر عبدالله عبيّان والشاعر سعيد بن مانع.
واحتضن بهو المركز عدداً من الفعاليات مثل العرضة والربابة، والمعرض الفوتوغرافي لأغلب رموز وأعلام الشعر النبطي، والمتاحف الشعبية.
وقدّم السيف شكره لصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن على رعايته لهذه الليالي وذكر بأن وجود وحضور هامة شعرية كبيرة مثل البدر ورعايته لهذه الليالي تعتبر داعما كبيرا لأنشطة المركز الثقافية وتشريفا لنا وللشعراء المشاركين.
التعليقات