أكد متخصصون في التخطيط والتدريب أهمية التخطيط الاستراتيجي في تحقيق نجاح واستقرار الشركات الكبرى والصغيرة والمتوسطة على السواء، وأن ذلك يحدد للشركة ما تريد تحقيقه من طموحات، وأن التخطيط يبرز نقاط القوة والضعف لديها، ويساعدها في تشخيص ومواجهة التحديات، ويضمن استمرار نجاحها ويعزز فرص نموها.

جاء ذلك في سياق المحاضرة التي ألقاها الأستاذ ناصر بن عبدالمحسن المانع عضو الجمعية السعودية للإدارة بغرفة الرياض ونظمتها الجمعية بالتعاون مع مركز الرياض لتنمية الأعمال الصغيرة والمتوسطة بالغرفة بعنوان: "ربط الخطط الاستراتيجية بالخطط التشغيلية للمنشآت".

وبين المانع أن التخطيط يوفر قاعدة واضحة لتحديد الأولويات واختيار البدائل المتاحة، ويساهم في تحديد مكامن الخلل حيث يمثل أداة للتنبؤ بالأحداث المستقبلية والتحديات المحتملة وفق أسس علمية وموضوعية، ومن ثم يبلور خيارات المعالجة، كما يساعد المديرين في التركيز على تحقيق الأهداف الاستراتيجية للشركة.

وأضاف المانع أن العالمين البارزين روبرت كابلان وديفيد نورتون أجريا بحثاً على أكبر ألف شركة وفق مبدأ الأداء المتوازن، بهدف معرفة أسباب تعثر وفشل الشركات، فلاحظا أن 97% منها كانت تستخدم التخطيط الاستراتيجي، و80% لديها رؤية واضحة، لكن 50% كانت تفشل في تحقيق الاستراتيجيات، و60% لم تكن تربط موازناتها المالية بالاستراتيجيات، وهو ما يعني وجود خلل تشغيلي خطير.

وفي نفس السياق نظمت الغرفة ورشة عمل تطبيقية للخطط الاستراتيجية قدم خلالها الدكتور محمد البيشي عضو الجمعية السعودية للإدارة عدة نماذج وتعاريف بعض العلماء حول بناء الخطط الاستراتيجية أمثال هيرمان وسبيري وماكلين، وقال إن صيغ تلك القوانين التي وضعها بعض علماء علم الإدارة والتخطيط لا بد وأن تجتمع عند ثلاث مسائل، وهي معرفة أين موقعك بالتحديد، وأين تريد أن تذهب، وكيف ستصل، مضيفاً أن للخطط أنواع تختلف بحسب نوعية الهدف أو الغاية التي تسعى إليها منها استراتيجي وتشغيلي وتنفيذي.

وعرج المحاضر على تقديم تعريفات لبعض المعاني والقيم التي تدخل في طريق بناء الذات وتحديد الخطط والأهدداف مشيراً أن الرؤية تعني في واقعها المكانة الحقيقية لك أو لمنشأتك وأين وماذا تريد أن تكون، لتسير في توافق مع الطموح التحدي التميز والإمكانية.