من معطيات اللحظة الراهنة وبوجود مواقع التواصل الاجتماعي أصبح صاحب الهواية يجد الوسيلة المناسبة التي تحتضن إبداعه الشخصي ليتحول إلى حالة جماهيرية, وبتنوع الاهتمامات الإبداعية نجد أن الترجمة أصبحت تجذب العديد من الشباب وبجهدهم الشخصي صار هناك تنوع في مصادرها، سواء ترجمة مقالات ثقافية أو رياضية أو في أي مجال آخر, ولكن التخصص في ترجمة المشاهد المرئية تلك الهواية التي أصبحت تشكل ما يشبه الظاهرة هي ما نسلط الضوء على تفاصيله مع فيصل المغلوث وعبدالله الخريف كاسمين من أبرز الأسماء المهتمة بهذا النوع من الترجمة بطرح السؤال على كل منهما فجأت إجاباتهما كالتالي:
كيف جاءت فكرة هذا النوع من الترجمة وهل بالإمكان التحدث عن ملامحها؟
فيصل المغلوث: كنت أتناول، في فترة سابقة، قصصاً ذات طابع إنساني وأدعمها بفيديوهات، ولأن أغلبها إنجليزية كانت تصلني طلبات كثيرة لترجمة هذه المقاطع, لم أتحمس في البداية إلى أن جاءت لحظة وجدت نفسي مجبراً على ترجمة أحد هذه المشاهد المرئية وكانت المفاجأة بأن التفاعل كان كبيراً وأدركت حينها حجم تعطشّ الجمهور لمثل هذا المحتوى، ربما لقلة المترجمين وقتئذ, والتجربة كانت جميلة، حيث ساهمت في رفع منسوب المخزون اللغوي والمعرفي لديّ وحفّزت البعض لخوضها، لذلك ستجد أكثر من اسم الآن يشاركني هذا التوجه, وأنا سعيد بمساهمتي المتواضعة في هذا الاهتمام الكبير وجوانبه التثقيفية وإلانسانية والعفوية.
عبدالله الخريف: الفكرة تخالج النفس منذ قدومي إلى أميركا للابتعاث بسبب ميل النفس البشرية إلى فعل الخير والإلهام ولذلك تحفزت انه يكون لي دور لتنمية المحتوى العربي والسعودي خصوصاً, استلهمت الفكرة بعد مشاهدتي فيلم تايلندي غير مترجم وكان هدفه توعوياً وتحفيزياً وبعد ترجمتي للفيديو لقى رواجاً عالياً, وهذا كله بفضل الله ثم بفضل دعم المتابعين لترجمة الكثير من الفيديوهات.
* لماذا كان اتجاهكما إلى ترجمة المشاهد المرئية، وهل لكما تجربة في ترجمة الكتب أو المقالات؟
- فيصل المغلوث: ترجمة المشاهد المرئية رغم صعوبتها إلا أنها أكثر متعة بالنسبة لي، كوني بطبعي أشاهد أكثر من كوني أقرأ, وكانت لي تجربة ترجمة بعض التقارير الإنجليزية لكن بنسبة أقل.
عبدالله الخريف: المشاهد المرئية في متناول الجميع وخصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي، وتتميز بكونها تنقل الواقع وتشبع الحواس المهمة للإنسان وبناء على هذا تكون الرسالة أقوى.
- لاحظت أن المقاطع التي تتم ترجمتها متنوعة الاهتمامات والتخصصات. هل يترجم كل منكما ما يراه مفيداً للجمهور أم أن هناك رؤية محددة في ترجمة المقاطع؟
فيصل المغلوث: يهمني في الترجمة أن تكون مفيدة وذات مغزى، ويهمني أن تكون جذابة لضمان ملائمتها لكافة الشرائح، كوني أدرك أن متابعيّ الكرام من كافة الأعمار والتوجهات؛ لذلك أحرص وبشكل كبير على أن تكون المقاطع ملائمة للجميع.
عبدالله الخريف: لدي رؤية واتجاه محدد في ترجمة تلك المقاطع وأهمها الفائدة ثم المدة الزمنية للفيديو وقبلهما بكل تأكيد عمق الرسالة, فالبحث عن المقاطع يستغرق وقت أكثر من الترجمة أحياناً ولكن عندما تصلني ردود فعل الناس وكيف إنها ساهمت بتغيير مواقف معينة في حياتهم يصبح الوقت الذي قضيته في الاختيار والترجمة برداً وسلاماً علي.
كون بعض المقاطع المترجمة متخصصة في إحدى المجالات الطبية أو النفسية هل يتمّ اللجوء إلى متخصصين في هذه المجالات أم أنكما تعتمدان على رصيدكما المعرفي في هذا الجانب؟
فيصل المغلوث: أعتمد على رصيدي المعرفي، وكما ذكرت مسبقاً بعض المقاطع تدفعني إلى أن أقرأ أكثر عن المادة التي أود ترجمتها ولأتأكد أنني على إلمام بسيط بها، وكذلك أقوم بالتحقق من صحّة المعلومات حتى أكون مستعداً لأي سؤال يطرح حولها بعد نشرها.
عبدالله الخريف: على حسب المقطع هناك مقاطع لابد من استشارة ذوي الاختصاص لأن الفائدة للمتلقي هي ما تهمني. وفي إحدى المرات حذفت فيديو برغم إنه حقق نسبة مشاهدة عالية، بسبب تشككي في المعلومة ولم أكابر بالاحتفاظ بالفيديو بسبب التفاعل لأن الفائدة هي الهدف الأساسي.
* الكثير ممن اشتهروا في مواقع التواصل - تخلوا عن المجال الذي اشتهروا به واتجهوا إلى الاستثمار- لذا كيف تريا تجربتكما, وما هو مشروع كل منكما المستقبليّ؟
فيصل المغلوث: بدأت الاستثمار كخطوة أولى لكن بعيداً قليلاً عن الترجمة, ومشروعي الآني مرتكز اهتمامه على صناعة المحتوى الإبداعي.
- عبدالله الخريف: أصدأ تجربتي هو توفيق من الله عز وجل وما استمده من ردود فعل الناس الإيجابية يدفعني لتقديم المزيد من الجهد والذي يمثل لي الآن مرحلة الهواية, وبالنسبة لمشروعي المستقبلي فيتلخص بترجمة الكتب وكل ما يهم ويثري متابع المحتوى العربي.
التعليقات