حذر رئيس الموساد السابق تامير باردو من أن التهديد الوجودي الوحيد الذي تواجهه إسرائيل هو رفضها السعي إلى حل الدولتين لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين.

وقال باردو في مؤتمر عُقد في مدينة نتانيا لإحياء ذكرى سلفه الراحل مائير دغان، إن "إسرائيل قررت ألا تختار، وتأمل بأن يحل الصراع نفسه يوما ما، أو بأن يختفي العرب في معجزة كونية ما".

وقال أنه إذا لم تقم إسرائيل بالعمل على الانفصال عن الفلسطينيين، سيفوق في نهاية المطاف عدد العرب في الضفة الغربية وقطاع غزة عدد اليهود، الذين قد يجدون أنفسهم أقلية متناقصة في الدولة اليهودية.

وتابع القول: "في النهاية، سنصبح دولة ثنائية القومية لأنه سيكون من المستحيل فك العقدة بين الشعبين"، وأضاف أن "عدد السكان اليهود والفلسطينيين في إسرائيل، الضفة الغربية وقطاع غزة هو متساو تقريباً، وعلى إسرائيل أن تعمل على فصل نفسها".

وقال باردو: "تواجه إسرائيل تهديدا وجوديا، وهو قنبلة موقوتة، هل هذه هي رغبتنا وهل هذه هي الرؤية الصهيونية؟".

واعتبرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" تصريحاته على أنها انتقاد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي تراجع عن التزامه بحل الدولتين في الأسابيع الأخيرة معتمداً على التحذير الدائم من "التهديد الوجودي" الذي تشكله إيران على إسرائيل.

وقال باردو: "بطريقة مذهلة، قررنا دفن رؤوسنا عميقا في الرمل، وأن نشغل أنفسنا بحقائق بديلة والفرار من الواقع مع خلق تهديدات وجودية مختلفة أخرى". وتابع أن "الوقت يمضي، علينا أن نزن الحقائق وليس الحقائق البديلة والتوصل إلى قرار. حان الوقت لاختيار اتجاه".

ويحذر مؤيدو الدولتين عادة من التهديد الديموغرافي الذي يشكله استمرار إسرائيل في احتلالها للضفة الغربية.

وفي العام الماضي، حذر باردو في تصريحات مماثلة من أن التهديد الأكبر الذي تواجهه إسرائيل هو داخلي وقد يؤدي إلى حرب أهلية.

وقال في مؤتمر صحفي عُقد في شهر أغسطس الماضي "إذا وصل مجتمع منقسم إلى ما وراء نقطة معينة، يمكن أن ينتهي بك الأمر، في ظروف متطرفة، بظاهرة مثل الحرب الأهلية. وللأسف، المسافة حتى وصول هذه النقطة آخذة بالتقلص. أخشى من أننا نسير في هذا الاتجاه"، وأضاف أن "التهديد الداخلي يجب أن يثير قلقنا أكثر من التهديد الخارجي".

ومنذ تنحيه عن منصبه كمدير لوكالة الاستخبارات الإسرائيلية في العام الماضي، انضم باردو إلى مجموعة من المسؤولين الأمنيين المتقاعدين الذي يحضون الحكومة على السعي لتحقيق حل الدولتين.

وفي أعقاب انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، حث الكثيرون في اليمين الإسرائيلي بشكل علني نتنياهو على التراجع عن حل الدولتين وضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية.