عالم مشهور وزعيم النهضة الدينية في الجزيرة العربية وداعية معروف.
ولد في بلدة العيينة إحدى بلاد نجد عام 1115ه /1703م.
وينتسب الشيخ إلى أسرة آل مشرف من فخذ الوهبة الذي تعود أصولها إلى قبيلة تميم بن مر بن أد أو عدى بن عبد مناه بن أد على اختلاف عند المحققين. نشأ في بيئة علمية مباركة فهذا البيت يعد من أقدم البيوت العلمية في نجد له من الشهرة والمكانة منذ ما قبل القرن العاشر الهجري. تعود الأصول المكانية لأجداده إلى بلدة أشيقر التي انتقل منها جده سليمان بن عبد الله إلى حوطه سدير ومنها إلى العيينة وحريملاء ثم انتقل الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى ا لدرعية. أسهب المؤلفون وبالغوا في وصف الحالة الدينية التي كانت عليها المنطقة النجدية من البعد عن الشريعة وغيرها من الأمور.
لكن المنصفين والمدققين أجمعوا على أنها كانت بحالة جيدة من التمسك بالشريعة الإسلامية وتطبيق العبادات الدينية ولكن كان ينقصها حكومة واحدة تقضي على الحروب وتجمع الشمل.أخذ الشيخ عن والده الشيخ عبد الوهاب وبعض العلماء النجديين وأخذ عن المحدث محمد حياة السندي. والشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف بن عبد الله الشمري النجدي ثم المدني الذي هو من أهل المجمعة واستوطن المدينة المنورة «وآخذ عنه الشيخ محمد مسلسل الحنابلة بالأولية».
ثم شرع في القراءة عليه والاستفادة منه، وفي إحدي زياراته لشيخه عبد الله حدثه بأن لديه سلاحا أعده لبلدة المجمعة فقال الشيخ محمد: أريد أن أراه قال الشيخ: فأدخلني منزلا عنده فيه كتب كثيرة فقال: هذا هو السلاح الذي أعددته لها. ألف الشيخ كتابه التوحيد في البصرة - كما ذكره حفيده الشيخ عبد الرحمن بن حسن - وليس كما يتوهمه ا لبعض في نجد حيث شاهد الشيخ بعض البدع والخرافات التي كانت موجودة بها عندما ذهب الشيخ محمد إلى البصرة في عام 1137ه للدراسة على الشيخ محمد المجموعي البصري وقرأ في مدرسته. وأخذ الشيخ يطوف في بعض البلاد لطلب العلم، وبعد أن ارتوي من كثير من العلوم وصل الشيخ إلى بلدة العيينة فشرع في بث دعوته فناصرها أميرها عثمان بن معمر ثم تخلى عنه ثم خرج الشيخ محمد إلى الدرعية، وكان حاكمها الأمير - محمد بن سعود - فوصل الشيخ إلي الدرعية ونزل ضيفا على أحد تلاميذه وهو الشيخ أحمد بن سويلم العريني وكان في عام (1157 ه )، فلما استقر فيها وعلم بمقدمه أمير الدرعية محمد بن سعود جاءه في دار أحمد بن سويلم، فقابله بالحفاوة والتكريم وقال له: أبشر أيها الشيخ بالمنعة والنصرة، فأجابه الشيخ بقوله: وأنا أبشرك بالأجر والعز والتمكين والغلبة.وهكذا وضعت أسس دعوة وتبعها قيام دولة. عمت أرجاء الجزيرة العربية وانتشرت وزادت رسوخاً حتى وقتنا المعاصر.ألف الشيخ محمد بن عبد الوهاب عدداً من الرسائل والمؤلفات أغلبها متداول مطبوع، وله بعض الرسائل المخطوطة.وتخرج على يديه عدد كبير من العلماء الذين أخذوا من علمه ونهلوا من تعليمه. مازالت أصداء هذه الدعوة تتردد حتى اليوم ما بين مغالٍ مادح أو ذام قادح و نسبة هذا الدعوة إلى الوهابية لمزاً للطعن عليها وقد أنصفها المؤرخون والكتاب بأنها دعوة وسطية سلفية تتبع ماجاء في الكتاب والسنة المطهرة. توفى الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الدرعية وقبر بها عام 1206/1792م.
التعليقات