أكد الدكتور مساعد بن عبدالله المحيا أن تنظيم داعش الإرهابي طور كثيرا من أساليب استخدام الفيديو والصورة وشدد على أن الجهة التي تنفذ أعمالها هي بيئة إنتاج تلفزيوني محترفة تتجاوز عمل الهواة عبر استخدام تقنيات فنية متقدمة، وهو إنتاج يقترب من إنتاج بعض الأفلام السينمائية.
وأضاف في دراسة معنونة بـ"الصورة لدى داعش ومدى توظيفها عبر تويتر" أن الحسابات الداعشية والوهمية التي تم اختيارها عشوائيا والبالغة 300 تتعامل مع الصورة على أنها تمتلك مجموعة من السمات المؤثرة، وهو ما عملت الدراسة على تحديده، كما بين الباحث طبيعة استغلال داعش للتقنية الحديثة وكيف أسهم ذلك في تطور استخدام وتوظيف الصورة بوصف ذلك أحد أهم مكونات السيميولوجيا والميديولوجيا.
وهدفت الدراسة التحليلية الكيفية إلى رصد حجم استخدام عينة من الحسابات الداعشية للصورة الفوتوغرافية وللفيديو عبر تويتر وطبيعة هذه الصور وأنماطها ووظيفتها الرئيسة، وأثارت الدراسة مجموعة من الجوانب المهمة حول أنماط إنتاج داعش للمواد الفلمية والصور الفوتوغرافية والذي يميل إلى تصوير جرائم القتل بطريقة بشعة إذ يعد ذلك أحد وسائل داعش لاستقطاب الشباب والمقاتلين العرب وغيرهم بوصفها تحقق لهم الإشباع الذي يتطلعون إليه، بالإضافة إلى طبيعة استخدام هذه الصور ومدى اتجاه ذلك نحو توظيفها لبث الرعب والخوف وخلق صورة ذهنية عن قدرة داعش في القيام بأعمال إجرامية أكبر وأشد، وبينت الدراسة مدى توظيف داعش للأفلام القصيرة خدمة للتنظيم للوصول لبرامج عمل تناهض تأثيراتها مجتمعيا ومدى علاقة هذا التوظيف للصورة بتأثيرات ذلك الكبيرة في تشكيل الوعي لدى الجمهور وفي فهم مجريات الواقع وفي نقل الرموز والدلالات وفي علاقتها بالتفكير وارتباطها بالخيال، والإبداع ومن ثم القدرة على إنتاج دلالات.
كما حاول الباحث معرفة مدى قدرة الصورة الفيديوية والفوتوغرافية بوصفها أحد أهم أشكال التعبير في صناعة أنماط متعددة من التواصل والتأثير على شبابنا وكسب مزيد من التعاطف مع منتجات وأطروحات داعش ومدى استغلال داعش للتقنية الحديثة المتعلقة بالهواتف الذكية واللوحية والتطبيقات البرامجية وكيف أسهمت في تطور استخدام وتوظيف الصورة، مما زاد من ثرائها وتنوعها، وبالتالي تأثيرها.
التعليقات