بلا شك بالنسبة لنا كسعوديين يعد مونديال كوريا واليابان أحد أقسى الذكريات الكروية وأصعبها ، بغض النظر عن النتائج الأخرى تعد الهزيمة من المنتخب الألماني بثمانية أهداف دون مقابل أسوأ ما يمكن أن يتخيله أكثر المتشائمين قبل دخول المنتخب معسكره الاستعدادي المونديالي.

بالفعل كانت تلك المباراة أشبه ما تكون بالحلم ، أهداف تنهمر على الشباك الخضراء كالمطر.. من كل حدب وصوب ، تارة بالكرات الرأسية وتارة أخرى تسديدة من خارج المنطقة أو انفراد بالمرمى ، كل ما يمكن تخيله من أساليب التهديف تعرض له مرمى المنتخب في تلك المباراة.

الكثير والكثير من الكلمات والصفحات ناقشت أسباب تلك الخسارة في حينها لكنها في واقع الأمر أضحت كاللغز الذي لا يمكن حله ، كيف خسرنا بالثمانية.. ولماذا كان أداؤنا بذلك السوء.. ولماذا تظهر منتخبات أقل من مستوى وتجهيز بأداء أفضل وأقوى.

من أسرار تلك المباراة أن مدرب المنتخب الألماني ( رودي فولر ) عمل بمبدأ ( لا يضير الشاه سلخها بعد ذبحها ) ، فرغم أن منتخب بلاده أنهى شوط المباراة الأولى بأربعة أهداف دون مقابل إلا أنه كان يصر على تسجيل أكبر قدر من الأهداف فكانت تغييراته هجومية بحته بل أنه أخرج مدافعاً في الدقيقة الثانية من شوط المباراة الثانية وأشرك ( بيرهوف ) لدعم الهجوم.. إلى ماذا كان يطمح فولر في تلك الدقائق.

يوم الأحد 1 يونيو 2002 يومٌ لا ولن ينسى من ذاكرة السعوديين طوال سنوات قادمة ، ولن تمحى تلك الذكرى الحزينة إلا بتحقيق نتيجة مغايرة في المونديال القادم.. أقلها.. التأهل للدور الثاني.