لم أدرك مطلقاً بأن الكلمات جافة قد تُمزق ورقة بيضاء أكتب عليها، أو تجرح حنجرتي حين أتحدث معك. لم أدرك بأن الكلمات مسكونة بالضجر، باليأس، وحتى أيها القابع في بياض كل شيء تلك الكلمات تفتقدك، ماذا عساني أفعل بها وأنا المختنق بالحرف.
عهدتك تنتشل الغرقى وسط سيل عارم من التفكير.. لم أكن أنا الغريق ولم تكن كلماتي المطر.. كنتُ الجفاف، وماؤك جففته حكايات التيه، هل ستقدر أن تحدثني بعد أن طال السفر، هل ستبحث عن امرأة تحلق حولها أحفادها في ليلة أشرف عليها قمر في فضاء رحب الوقت عبق المشاعر.
أنت.. وحين تبحث معي عن شطر بيت داهمه الزحاف.. تسحق كل القصائد.. تنتقي الكلمات التي تمتلك جسداً لدنا فتشكل منها قنينة عطر، مقطوعة سوناتا، أتفقد أذنيّ أخاف أن أصاب بالصمم، ولكني لست بموسيقار، ولا أجرؤ على قرع طبل، هل تبحث عن صخب، هي كلماتي الجافة صاخبة.
عذراً فلم أعد أحتمل انتظار الريح، المطر، قطار منتصف الليل، رقم مراجع ينتظر دوره ليتسلم تقرير رحيله، لم أعد أحتمل كلمات كنت أفرح حين أرددها على مسامعك وأنت تنظر إلي مزهواً برصيد من الكلمات التي تتقن تشكيلها حتى شعرت ذات فرح بأنني كلماتك وأنت الصوت الجميل الذي يبثني عبر أثير السماء لتلتقطه كل إذن وتترنم به كل شفه.
هل أغادر جسدك لأبحث عن من يقدر أن يرسمني لوحة امتلأت أحرفا وكلمات، إنني الماء، لوني اكتسبه منك، ستعجز الريشة أن تنقش على طلاء سكب على جسدي، لا أحتمل أن أكون اللوحة وأنت تجعل الآخرين يحللون شحوب لوني وضعف خطوطي والمناطق الباهتة التي غزت جسدي، سيتحول ذلك كله إلى كلمات، وكلها وأنا أعرف ذلك منذ الأزل.. أقول كل تلك الكلمات جافة.
أعجز أن أبتعد عنك.. أعجز أن أنتقي كلمات مثلك لأطوق بها جسدي، قد أختنق كدودة قز، ولكن بدون شك سأنسج منها خيوط حرير، وأحلق بعد ذلك كفراشة، ستقول هي كلماتي ناعمة كالحرير، أعرف ذلك فالوهن الذي أصابني جعلني لا أقدر على نقش كلمة.
أرغب أن أرتاح منك لأنك لن تجعلني أمارس الصمت، صوتي اقتلعه اليأس وحنجرتي اختنقت، ويدي مضرجة بحبر، أليس ذلك محزن عندما تصادر كل حروف الأبجدية وتطلب مني أن أمدحك، أليس ذلك مخيف عندما أهرب بعيداً كل الكلمات، أحاول رسم صورتك، فلا أرسم إلا ملامح وجهي. فهل أنت أنا؟
1
أخ :عبدالعزيز..لا احد يكون أنت الا أنت ^ ! ^ خاصة وقت تكون ذا أنسان يطيب لك أن تكون الا أنسان.. تعيش الحياة كماتعيش الانفس الطبيعية طبيعتها حالة حب ناضحة . وتبحث دائماً عن سمو اللفة وفنون المعالي وقيمة رقة المشاعر. كل مخلوقات الخالق سبحانة تتزاوج فيما بينهم مماخصه الله بهم نفع كوكب الأرض. هذا لاينتقص من قيمتهم في الحياة شي وتوزازن بيئة الحياة شي أخر. الا أن الأنسان تمتع بالحواس الخمس دون مخلوقات الله سبحانة. وماأعظمه من مخلوق..أبليس أول الحاسدين له. أليس لنا أن نفخر بالحب ونشكر الله ..؟
2
hamid*
2017-01-18 08:59:03الله عليك..أ . عبد العزيز..بصراحة : بعدما قرأت خواطرك الجميلة هذه ، شعرت أن بيننا من يستطيع أن ينّقي أفكارنا من خبث أقلام قطّاع الطرق ، الذين غذّوا اقلامهم بالحرام ..ونبتت كلماتهم من سحت ، فكانت النار أولى بها..