هذه الأورام الحميدة تظهر في المراهقين على شكل بروز عظمي عميق أو سطحي يكون شكله مزعجاً وقد يسبب آلاماً وإزعاجاً للشخص المريض وللعائلة.
كيفية نمو العظام عند المراهقين
تتكون العظام من أجزاء مختلفة ترتبط ببعضها البعض عن طريق غضاريف. والغضاريف تكون متخصصة حيث إن بعض الغضاريف مسؤولة عن نمو العظم بشكل طولي أو بالعرض وهي تسمى غضروف النمو( growth carpilage). غضروف النمو هذا مسؤول عن الزيادة في طول الأطفال والمراهقين وعندما يكتمل الطول فإن هذا الغضروف يتكلس ويتحول إلى عظم مثله مثل بقية أجزاء العظمة. وفي بعض الحالات يكون هناك نتوء عظمي في جانب العظم قريب من غضروف النمو ينمو اضطرابياً مع نمو الطفل أوالمراهق ويزداد حجمه لأن غضروف النمو يكون في منطقة غير طبيعية. هذا الغضروف والعظم الزائد يسمى الورم الغضروفي العظمي (exostosis). كما أنه يعرف علمياً بإسم (osteochondroma).
الأعراض والتشخيص
يأتي المراهق أو الطفل مع والديه بشكوى أن هناك بروزا عظميا. الأماكن التي يظهر فيها البروز العظمي مختلفة ولكن الغالبية العظمى تحدث حول منطقة الركبة في الجزء الأعلى من الساق أو الجزء الأسفل من عظمة الفخذ أو أيضاً في عظام الكوع والساعد والذراع. وأي عظمة طويلة تكون معرضة لمثل هذه الأورام. كما أن في بعض الأحيان تصيب العظام المفلطحة أو حتى أجزاء من العظام التي تكون العمود الفقري. وفي حالات نادرة قد تصيب أكثر من مكان لدى الشخص ذاته. والفحص السريري يبين وجود نتوء قد يكون بارزاً تحت الجلد أو قد يكون عميقاً ولكن يظهر مع الضغط على العظام المحيطة به. هذه النتوء عادةً مايكون ألمه خفيفاً إلا إذا كان موجوداً قرب المفصل أو قرب الأوعية الدموية والأعصاب. بعد ذلك يتم اللجوء إلى الأشعة السينية التي تبين وجود النتوء العظمي في جانب العظمة الطبيعية. أما أشعة الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية فهي تبين أن هذا النتوء العظمي يكون مغلفاً بطبقة سميكة من الغضروف وهذا هو السبب لكبر حجم النتوء وزيادة نموه مع نمو الطفل والمراهق.
الخطة العلاجية
على الرغم من أن الغالبية العظمى من هذه الأورام حميدة إلا أنه في حالات نادرة وقليلة جداً جداً وعندما يكون الورم كبيراً جداً فإنها قد تتحول إلى أورام غير حميدة. بالإضافة إلى ذلك أنها قد تكون مؤلمة حتى وإن كانت حميدة خصوصاً عندما تكون قريبة من المفصل أو العضلات أو الأوتار أو الأعصاب أو الأوعية الدموية. يضاف إلى كل ذلك أنها قد تحدث في مناطق قريبة تحت الجلد وتؤدي إلى تشوهات في جزء المريض. لذلك ولهذه الأسباب كلها فإنه عادةً مايتم نصح المريض باستئصال هذه الأورام خاصةً وأن الغالبية العظمى منها تحت الجلد وتكون سهلة الاستئصال وتكون في مناطق سهلة بإذن الله. أما إذا تم اكتشاف الورم متأخراً بعد اكتمال النمو وكان الورم صغيراً ولاينمو ولايؤثر على حياة المريض ولا يسبب آلاماً ولا ضغطاً على الأعصاب أو الأوردة والشرايين فإنه يمكن عدم إهماله ومتابعته بشكل دوري للتأكد من عدم ازدياد حجمه.
النصائح والتوصيات
الورم العظمي الغضروفي هو مرض شائع عند المراهقين والأطفال وهو لايدعو إلى القلق وهو ورم حميد في الغالبية العظمى من المرضى وعندما يتسبب بحدوث آلام أو إزعاج فإنه يمكن إزالته بعملية بسيطة في الغالبية العظمى من المرضى بإذن الله.
التعليقات