نحتفل هذه الأيام بالذكرى الثانية لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - مقاليد الحكم، ومنذ سنوات طويلة ونحن نعيش «أدباء ومثقفين» حالة من الاحتفاء برجل أحب الثقافة واهتم بها ودعم جميع المؤسسات الثقافية، فالملك سلمان - رعاه الله - يمثل استثناء من بين جميع الزعماء والقادة الذين عرف بحبهم للمعرفة والعلم، وعرف أيضاً بحرصه على القراءة، حيث لديه مكتبة خاصة ومتميزة.

ومن حسن حظي أنني كنت أعمل في مؤسسة ثقافية أشرف عليها الملك سلمان منذ أن كانت فكرة، حتى أصبحت من أهم المؤسسات الثقافية ليس في المملكة فحسب بل في الوطن العربي، هذه المؤسسة هي مكتبة الملك فهد الوطنية، فقد أشرف على إنشائها ودعمها بدءاً من تزويدها بجزء من مكتبته الخاصة في بدايات إنشائها حتى اقتطاع جزء من وقته الثمين لرئاسة مجلس أمنائها في الوقت الراهن، وخلال السنوات الماضية كان رعاه الله يحرص على رعاية كل نشاط ثقافي ومعرفي يقام في المكتبة، وبالطبع هذه الرعاية والاهتمام تنطبق أيضاً على دارة الملك عبدالعزيز.

وهنا في مؤسسة اليمامة الصحفية وتحديداً جريدة الرياض كان حاضراً حفظه الله وراعياً لأغلب احتفالاتها، حتى تم إطلاق مسمى رئيس التحرير الأول عليه، لعلاقته المميزة بالعاملين بالقطاع الصحفي ومتابعته لكل ما ينشر.

والملك سلمان حريص على صحة المعلومة، وعرف في أكثر من مناسبة بتعقيبه على بعض الباحثين لتصحيح معلومة أو التأكد منها، أو الإضافة لها، ولقد شاهدت في إحدى زياراته لمكتبة الملك فهد الوطنية عند اطلاعه على بعض الصور التاريخية المعروضة في بهو المكتبة تعليقه على شروحات بعض الصور وتصحيح بعض المعلومات بها، وهذا يدل على حرصه رعاه الله على المعلومة الصحيحة، وهو المتابع لكل إصدار يعنى بتاريخ المملكة ويوجه بالحرص على رصد تاريخ الوطن، واحتفالية المملكة بالمئوية أكبر شاهد على هذا الاهتمام والمتابعة.

ونحن نحتفل بالذكرى الثانية لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وتوليه مهام الحكم في البلاد فنحن نستشرف أفقاً جديداً للبلاد نحو الرقي والتقدم والنماء الثقافي وفق رؤية ٢٠٣٠م التي جعلت للمعرفة والثقافة النصيب الأكبر، فرجل مثل سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، حريص أن يواكب التطور الاقتصادي والحضاري تطور علمي معرفي.

إننا كمثقفين وأدباء نعيش زمناً يدفعنا لتقديم صورة للآخرين عن وطن عظيم يفخر بأن من يقوده للرقي والتقدم هو سلمان بن عبدالعزيز سدد الله خطاه.