كادت الكلمة الطيبة، تلك الهيّنة اللينة أن تندثر، بل وحتى لهجة التخاطب المهذبة بين الناس ربما تلحقها وتحل محلها لهجة جافة عنيفة.. كلمات كالرصاص يُطلقها أحدهم بلا حساب قد تُشعل فتيل الملاسنة ثم المشاجرة فالاعتداء وبعدها يُفتح ملف تسجيل وقوع جريمة.
رغم تكرار الدعوة للحوار العقلاني كقيمة أخلاقية مهمّة والترغيب فيه إلا أن استخدام اليد قبل اللسان في الغالب سيد الموقف لدرجة أصبح صوت الرصاص الكريه أمراً شائعاً لا يستغربه المجتمع، بل لقد وصل العنف في بعض حالاته إلى درجة قتل الابن لأبيه أو الأب لبناته، هذا غير تعذيب النساء والأطفال والتنكيل بهم والتعامل العنيف مع الخدم والعاملات في المنازل، فلماذا هذا العنف في مجتمع بسيط التكوين ريفيّ السمات يُفترض في أفراده التسامح وإجلال مكارم الأخلاق؟
تُشير باربرا ويتمر مؤلّفة كتاب "الأنماط الثقافيّة للعنف" من منشورات سلسلة عالم المعرفة الكويتيّة إلى أن هناك إدماناً على التكنولوجيا، يؤدي في بعض الأحيان إلى العنف، وأن علينا تنظيف آثار/ نفاية الصدمة السامّة التي دمّرت تفاعلاتنا البدنية مع الذات والآخر والعالم بالعزلة والشك والاستغلال، ولهذا يستلزم التحول من العنف إلى الاحترام وإعادة تقويم شاملة للعلاقة ضمن الثقافة حيث العنف عبارة عن استجابة سلوكيه قابلة للترويض.
لقد وصلنا فيما يبدو إلى مربط الفرس... "الإدمان التكنولوجي".
من يُنكر بأن صغاره لم يتعلقوا بالشاشات الصغيرة على الهواتف الذكية أو أجهزة الآيباد من أجل الألعاب وأيّ ألعاب؟
ألعاب عُنف.. سهلة الاستخدام، قسريّة المثابرة، صعبة التخلّي؟
إن نتاج تعلّق صغارنا بالألعاب الإلكترونية مثل البلاي ستيشن وأخواتها التي تُحبب القتال والانتصار المزيف وقهر الخصوم بما في ذلك من تدمير واستخدام أسلحة الفتك التشبيهية نتاجها استسهال تطبيق تلك الأنماط على أرض الواقع وهذا في اعتقادي أحد أسباب ترعرع العنف في مجتمعنا.
ثم تلك الاستجابات السلوكية العنيفة القابلة للترويض من الذي سيروّضها؟ هل هم الوالدان؟ أم المدرسة؟ أم الطبيب النفسي؟ أم الخضوع لبرامج مناصحة متخصصة؟
أيّا كان الأمر، دعونا أولاً نعترف بأن هناك مشكلة ثم ليشخّصها من يشخّصها، وبعدها سيكون لكل حادث حديث.
1
ابو يوسف
2017-01-04 10:28:09كثير من المدارس الزمت طلابها من الجنسين بمتابعة الواجبات وحلها عن طريق تطبيق اسمه(كلاسيرا) حيث يضطر ولي الأمرلتوفير(جوال به نت)لابنه او بنته عندئذ ينفتح المجال (على مصراعيه)لدخول الطالب/ة الى مواقع خطيرة بسبب(كلاسيرا)الملزم!فما هو الحل يابو سحر؟ امل ان تتبنى اثارة هذه المشكلة(اعلامياً) وشكرا لك سلفا
2
alrushoud, nasser othman r.
2017-01-04 10:25:45لقد وصلنا فيما يبدو إلى مربط الفرس... "الإدمان التكنولوجي". صدقت وصدقت الكاتبة ... التقنيّة لها من الفوائد الكثير لكن سوء إستخدامها سبب من أسباب العنف .
3
ماذا عسانا نفعل بالعنف وما ادراك ماالعنف بزمن تفرعن المتطرف بأنتاجة فكراً وسلوكاًومنهج. أفل التعاون لصنع معايير السلامة النفسية بيننا وأنتشر مبدا التخوين بدلاً عن ذلك ! شاهد بربك مدى القطيعة مابين الجار للجار وهذا أقل حدود العنف شكلاً وأخطرها ضمناً ؟! كيف ونحن نلمس العنف ببعض من منابر الوعض خلال صلاوات جمع + وندوات فيهاتحريض وضح لكل أنسان يشاهد منه بصيص حب لمسرح لسينما+ للفن ولترفيه الناس عبر وسائل الأعلام والثقافة! ماذا صنعنا لترويض العنف وتجيفيف فكرالمتوحشون بيننا وأعادتهم لجادة الحب ؟
4
أيمن القاضي
2017-01-04 03:54:35الصحفيين أصبحوا مدمنين للشكوى والانتقاد . أكثر من أدمان أطفالنا على الألعاب . لماذا أصبحت الشكوى هي ثقافتنا . يقرأ أحدهم كتاباً ، لا كي يأتي بحل . ولكن كي يضخم ويعزز شكواه . هذا خلاف ، أعلموا ، فأنا أقرأ . الكاتب الجليل ، تكاد أن تكون كل مقالاته شكاوي وانتقاد . ما أسهل الانتقاد . وما أصعب الحلول