البشر لم يكتفوا باختراع 4200 ديانة بل أضافوا إلى الديانات السماوية ذاتها.. لم يكتفوا بالأصل النقي بل استمروا في تشكيل دياناتهم الخاصة، حتى حين ينطلقون من ديانات سماوية خالصة.. ليس أدل على ذلك من انقسام اليهودية إلى 71 شعبة والمسيحية إلى 72 شعبة والإسلامية إلى 73 شعبة (كما جاء في الحديث الشريف).. فالانقسام ذاته دليل على استمرارية تضخيمها والنفخ فيها وإعادة تشكيلها.. كل جيل يضيف لكتبه السماوية كتب تأويل وتفسير وإعادة نظر حتى كاد الأصل ينسى، أو يتم تذكره فقط حين تقتضي ذلك مصلحتهم الشخصية..
لا شك بأن هناك دينا إسلاميا (هو الدين الخالص الذي اكتمل بوفاة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم) وديانات متمسلمة (خالفته أو انقسمت عنه ولكنها مازالت تحتفظ باسمه).. لست أنا من يقول هذا فكل طائفة وفرقة تتهم غيرها بمخالفة الدين.. ولست أنا من يقول هذا بل كتب التأويل والرأي والأحاديث الموضوعة التي يقدمها البعض على القرآن الكريم.. يقوله العوام والأتباع الذين يقدمون أقوال فقهائهم وعلمائهم على "قـال الله وقال الرسول"..
مازلت أذكر لقاء متلفزا للأستاذ حسن المالكي يفرق فيه بين الدين الإلهي والدين البشري (الذي وصفة أيضا بالدين الروائي والتاريخي والسلطاني).. قال: "دين الله هو دين الرحمة والبر والتقوى والحقوق، ودين البشر هو العداوة والبغضاء والسوء والتحاسد والتقاتل باسم الدين".
أتباع الديانات البشرية يمكنهم خداعك بحججهم البليغة وعلمهم الغزيز وتباكيهم على الدين.. ولهذا السبب يعدون أخطر على الدين من أعدائه كونهم يحاولون سرقته باسم الإيمان والتقوى.. أسوأ من الخوارج الذين حذر منهم الرسول الكريم في عشرين حديثا، منها قوله: "إن فيكم قومًا يعبدون ويدأبون، حتى يعجب بهم الناس يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية".. وقوله كذلك: "ليست قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء"..
كل هذا يؤكد أن العمل والانتساب للدين لا يعني بالضرورة القناعة أو الإيمان به (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم).. فالدين معاملة والإيمان اعتقاد وعمل، وما يحدث اليوم في بلاد العرب يبتعد عن الاثنين.. فأي دين هذا الذي يسمح بدهس الأطفال بالدبابات أو قصف المدارس، وأي دين يسمح باغتصاب الفتيات الصغيرات بحجة أنهن سبايا كافرات.. وأي جهاد يفجر المصلين ويحرم قتال المحتلين أو تجاوز حدود إسرائيل.. وأي شريعة تقتل في العراق ستة أضعاف ما قتله الاحتلال الأميركي، وفي سورية تسعة أضعاف ما قتله الاحتلال الفرنسي..
لا.. ليسوا مسلمين، بل مارقين اخترعوا ديانات جديدة خاصة بهم..
ديانات شيطانية تتمحك بالإسلام وتوظف نصوصه وتشريعاته لصالحها..
يدركون استحالة اختراع دين مستقل فسرقوا عباءة الإسلام وصعدوا فوق قاعدته العريضة..
حان الوقت كي نحكم عليهم من خلال أفعالهم وأعمالهم.. حان الوقت كي نحكم على الدين من خلال المعاملة، والتشريعات من خلال المقاصد، ونترك أمر العبادات للمطلع على السر وأخفى.
1
ماجد الحمادي
2016-12-15 01:35:29حسن فرحان المالكي بالذات هو آخر شخص يتحدث عن تشويه الدين الإسلامي
2
ابن الوطن
2016-12-14 00:42:24لم تجد غير حسن المالكي تستشهد به ؟
3
الجنوبي
2016-12-13 14:18:36جميل . ولكن ماذا تقصد بالديانات السماوية ؟! وهل أنت على يقين مما تقول أم تساير التيار خوفا أو كرها
4
لله درك يا أحمدي! من أجمل ما قرأت طول عمري!هذا المقال يجب أن يصدر في جميع الصحف ويترجم إلى عشرات اللغات ويكون نبراسا لكل المسلمين ..
5
كلام جميل ولكن عليه ملاحظات اذا أذنتم لي : أولاً : من هو حسن المالكي حتى يعتد بكلامه ؟؟؟ ثانياً : ينبغي عدم التقليل مما اقترفته يد المحتلين الغربيين بحق بلداننا الاسلامية. مع اتفاقي الكامل على ما يفعله الخوارج والفرق الباطنية يشوه ديننا الحنيف الومحفوظ بحفظ الله تعالى ... ولكم جزيل الشكر
6
ليتهم يعلمون ويفيقون من الفتنة الشيطانية ... عن مليار ونصف المليار مسلم اتكلم ...نحن لم نكن في حاجة الي ثورات الربيع العبري التي دمرت بلاد عربية واسلامية كثيرة باسم الديموقراطية وهي في الحقيقة همجية صهيونية ...والآن نجد في وسائل اعلام من يتطاول علي ثوابت الدين الاسلامي الصحيح بل والبعض يتطاول علي نصوص القرآن ..حسبنا الله ونعم الوكيل ... بارك الله فيك واكثر من امثالكم
7
ALRUSHOUD, NASSER OTHMAN R.
2016-12-13 11:04:11حان الوقت كي نحكم على الدين من خلال المعاملة، نعم صدقت فالمصطفى صلى الله عليه وسلم قد قال إنما أتيت لاتمم مكارم الاخلاق ... صدقت فالمصطفى صلى الله عليه وسلم قال الدين المعاملة ... صدقت فالله سبحانه وتعالى خاطب المصطفى بقوله (( وما ارسلناك إلا رحمة للناس )) صدقت فالمصيبة في تفسير البعض للدين.
8
سلمان عيد هزاع
2016-12-13 10:58:52احسنت كل كلامك سليم بوركت ؛ بس لو تركت الاستشهاد بحسن المالكي
9
محمد الحاقان
2016-12-13 10:41:56هل تلاحظ كثرة السفاحين في هذا القرن / البغدادي بشار بوتين خامنئي وهل تلاحظ أن كل الضحايا مسلمين . في خلال ١٦ سنة خرج هؤلاء ، كم المتوقع في خلال ال ٨٤ سنة الباقية .
10
المشكلة انوا كل من الطرفين قوي يشهد ويقول الشهادة وفي نفس الوقت يكفرون بعضهما بعض طيب ايش الحل؟
11
كاتبنا العزيز لو استشهدت بغير حسن المالكي -إن كنت تقصد حسن فرحان المالكي- فهو نقيض كلامه فمن قال أن "دين البشر هو العداوة والبغضاء والسوء والتحاسد والتقاتل باسم الدين " هو نفسه الذي يعادي ويبغض الصحابة ويسبهم نهارا جهارا ويطعن في عمر وعثمان ويكفر معاوية عليهم رضوان الله، فكيف ينكر المرء دينا يتبعه ويدينه. أرجو من كاتبنا العزيز والذي أكن له كل احترام وتقدير أن يجبر عثرته وأن يعتذر لقرائه عن الإستشهاد بقول من لا يؤمن بقوله نفسه وأعني المالكي؛ في مقال لاحق. هذا والله أعلم،، أرجو نشر الرد
12
ابومعن
2016-12-13 09:18:04مع التحية اشكرك ابا حسام على هذا المقال ونقول إنه سوف يأتي إن شاء الله بشر يفهمون هذا الدين إعتقاداً وعملاً
13
حسن المالكي في كثير من الاحيان يتطاول على الصحابه والذي يتطاول على الصحابه لايؤخذ بكلامه
14
ابو عبد الرحمن
2016-12-13 07:37:27فعلا انظر الى ما يفعله الرافضة في العراق وسوريا والاحواز من قتل على الهوية تعرف الفرق بين دين السنة الالهي ودين الشيعة البشري اما حسن المالكي فهو ممن لا يفرح عاقل بكلامه ولا يستشهد به سني
15
مؤسف ربما مخيف وقت نجد في الدين القيم وخاتم الاديان السماوية اليوم فيه من يمرر مابين مفاهيم الدين صبغة متطرفة تصب لصالح معايير لناس عن ناس وتوظف بمحيط فبلي وفكري ومجتمعي خارج عن المألوف الصالح لتعايش الناس مابين الناس ! نشاهد فقط ونحن مسلمون كم لدينا من مذهب وطائفة تغلض حدود التدين وتفسح للخصومات مجال واسع لبيئة عقائدية شديدة الانغلاق نحو معاني الحياة المشتركة بين أمم أمثالنا ؟! كم نلمس أن الدين الأسلامي مصاب بكم من المخاطر صنع المتطرفون اليوم ! مما جعل هالدين العظيم يصاب بكل تهم وضرر للناس !