من يقف على حافة رصيف الحوار العربي عموما يجد أنه حوار يؤصل للخلاف ولا يحترم الاختلاف, سيجد أنه حوار قائم على ثقافة المؤامرة والتشكيك في النوايا, حوار قائم على فلسفة إن لم تكن معي فأنت خصمي.
الاشكالية لا تقف عند هذا التأصيل لتمدد الاختلاف ازمانا طويلة بل يزداد عمق خطورتها حين نتابع المشهد بعمق حيث نجد من يزعمون انهم النخب يساهمون في تفعيل الخلاف وزيادة مساحته وعمقه بحيث يصل لجذور المجتمع ولا يبقى مجرد فقاعة تنتهي بمجرد مرور بعض الوقت أو انشاء مساحة حوار جديدة او متابعة حدث آخر.... بل يستثمرون الأحداث لتعميق جراحات الاختلاف حتى تصل لمستنقع الخلاف, تكريس ثقافة الخلاف بين عناصر المجتمع الواحد ارتكز على مجموعة من محفزات استمرارية الخلاف في تصاعد واستمرارية لا تتوقف عند جيل بل باتت تمثل حالة من الاجترار الى حد انها باتت مرتكزا حيويا من منظومتنا الثقافية.
في المجتمعات الغربية نلاحظ وبكل بساطة قبول جميع الأطراف لنتائج الانتخابات, بل أن الخاسر بمجرد اعلان النتائج يبادر لتهنئة منافسه لقناعته أن هذا قرار الأغلبية ولاحترامه النظام وتشبعه حتى النخاع بثقافة الاختلاف..., خسرت هيلاري الانتخابات مع أن الاعلام الأميركي داعم صريح لها فقال بعضنا في ترامب ما لا تجرؤ وهي منافسته على قوله, بل ذهبت لممارسة عملها وهواياتها ولم تقم حملات إعلامية لتأجيج الشارع الاميركي.
اليوم المجتمعات العربية تعاني من خلافات متعددة بين خلاف ديني واجتماعي وسياسي و...., خلافات عالية الحدة وتعمل على تفكيك المجتمع بل أنها سهلت قيام الحروب داخل المجتمع الأكثر ايمانا بها والتي يحكمها من يعاني فكريا وعاطفيا من سلبيات هذا الخلاف خاصة في بعده الديني الطائفي ولنا في العراق نموذج حي يسهل متابعة قياس سلبيته حيث نتج عنه ارتفاع وتيرة الخلاف والتنافر داخل المجتمع الواحد بل أننا امام مرحلة تقسيم لأقاليم العراق وفق تصنيفات طائفية دينية واجتماعية ستضعف عراق الرافدين.
لو احتكمنا للعقل قليلا سنجد أن الخلاف الطائفي لحالة قتل تجاوز عمرها اكثر من الف وأربع مئة سنة تمثل بحد ذاتها أكبر جريمة لقتل مجتمعات ومستقبل أمه وتسفيه لعقول ملايين البشر, للأسف ان بعض رموز الفكر والسياسة يعتاشون ويصابون بتخمة الثراء وصدارة المشهد على حساب مصالح مجتمعاتهم, بل أن بعضهم لا يجد حرجا في افتعال مواقف وبناء قصص ومعلومات لا أساس لها من الصحة بهدف خدمة مصالحه الخاصة أو مصالح المنظمات التي ينتمي لها والتي لا تتقاطع مع مصالح وطنية, الخطورة أن هؤلاء لا يتورعون في ربط مواقفهم بنص ديني أو رأي فقهي تم استنباطه وفق مقتضيات مرحلة ماضية بكل ما فيها من متغيرات ثقافية واجتماعية وسياسية واقتصادية لأثبات رأيهم الذي لا يتفق مع متطلبات المرحلة بكل ما فيها من متغيرات واحتياجات.
تأصيل ثقافة الخلاف بدلا من احترام حق الاختلاف للجميع يمثل نقطة ضعف ساهمت في تراجع مجتمعاتنا العربية ووقوعها فريسة سهلة الاشتعال لأي توجيه مها كان ومضه بسيط.
1
محمد الصالح - الطائف
2016-11-16 01:52:00تكريس ثقافة الخلاف بين عناصر المجتمع الواحد فيه مكاسب لبعض المنتفعين. ألم تسمعى سيدتى بمقولة (فرق تسد) ! خلينا ساكتين.
2
جلد الذات
2016-11-15 08:12:42مقتبس من المقال:-(في المجتمعات الغربية نلاحظ وبكل بساطة قبول جميع الأطراف لنتائج الانتخابات, بل أن الخاسر بمجرد اعلان النتائج يبادر لتهنئة منافسه لقناعته أن هذا قرار الأغلبية) أتمنى ان يقرأ( السيسي ) هذا المقال ..
3
من المؤسف اننا كاتبتي الكريمة د / هيا.. ان للأن الخلافات العربية العربية هي صناعة فكر سياسة فرق تسد. والمصيبه ونحن في القرن ال 21 ما زالت الخلافات العربية أرث تنتقل من جيل لجيل ؟! على العكس لدى الاخرين من أمم امثالنا اليوم يقودهم الحاضر بقوة نحو غداً أجمل ؟ اما نحن لا نبرح نسوق للماضي ونقوم على شحن جيل اليوم بالاحداث التي تزيد الكراهية جرعة شر! كما يفعل صناع الطقوس لدى بعض الشيعه مع ذكرى مقتل مايقال عنه سادتهم ؟! لهذا لافرق بيننا وبينهم في المنكرات نحن نأصل القبليه وهم يوججون الطائفيه !
4
دكتور طارق حسين
2016-11-15 07:00:44مقال رايع جداً جداً
5
ابوصالح
2016-11-15 06:13:20هيلاري تقبلت الخسارة بصدر رحب ... لهذا تقدمت بطلب الطلاق من زوجها بعد اسبوع من خسارتها!.. كان البعض من نساء الشرق الأوسط تتمنى ان تفوز هيلاري في الانتخابات لتطرح ملفات المرأة على الطاولة .. وكأن لايوجد مشاكل وملفات عالفه تنتظرها سوى قضايا المرأة !!