لا أعتقد بأن مقولة مولود وفي فمه ملعقة من ذهب تحتاج الى تفسير لوضوح دلالاتها والمقصود منها.
يُقابلها قرينتها التي نُسبتْ للطفلة (آنذاك) ماري انطوانيت ملكة فرنسا (1755-1793) حين قالت "إذا لم يكن هناك خبزٌ للفقراء، فدعوهم يأكلون كعكاً".
في بلدان الفقر يقولون: الجوع لا يقول خبز بائت ولا البرد ثياب عتيقة.
حتى في المجتمعات فاحشة الثراء كاليابان يُقال: حرام أن تترك حبّة أرز واحدة في طبقك كما هو حرام أن تصرف يناً (عملة اليابان) واحداً في غير موضعه.
ربما تلاحظون أن المحور الرئيس للمقولات أعلاه هو الطعام ولا غرابة في ذلك اذ الهم الأول والأخير للإنسان على مر الأزمان هو توفير الطعام له كفرد أو للأفواه الجائعة المسؤول عن إطعامها ولكن أيّ طعام وكيف؟
السؤال هنا كما أراه: كيف يتعامل البعض ولا أعني بالبعض القليل من الناس ولا أعرف في الحقيقة تقدير نسبتهم لعدم وجود أرقام رسمية أو دراسات عنهم. اقول كيف يتعامل هؤلاء البعض مع الطعام كمفهوم وممارسة؟
إن من يرى سلوك الناس في مجتمعنا أثناء تسوقهم وركضهم في اقتناء مختلف السلع الغذائية ومكوّنات الطعام يعتقد بأن همهم الوحيد هو اشباع البطون وملئها لدرجة تورّم الأجساد وانبعاج الكروش.
ثم إن المرء بالفعل يصاب بالدهشة وهو يرى تلالا من الأكياس والكراتين والقواطي تلك التي تنوء بحملها عربات التسوّق يدفعها العامل في السوق هزيل البُنية من أثر جوع مرّ بهِ أو سائق العائلة الكادح ولا يعلم الا الله ماذا يدور في رأسيهما وهما يتساءلان: هل بالفعل سيأكلون كل هذا؟
قد يتندر النشء ويدلعون السنتهم بسخرية فيما لو حكى لهم أحد كبار السن عن الموت جوعا في زمن مضى حين مر على البلاد سنيّ قحط وجفاف.
صحيح أننا في عصرنا هذا لم نسمع عن الموت جوعاً في بلادنا رغم وجود حالات فقر لا نخجل من الاعتراف بها لكن في المقابل يوجد بذخ وبطر بالنعمة لدرجة وجود منتجات بأشكال وألوان مختلفة لإطعام القطط والكلاب المُرفهة!
أصدقكم القول بأنني قد حاولت قدر إمكاني تجنب الوعظ في مقالتي هذه لكن ما يمارسه البعض من استهلاك فاحش وخصوصا في الطعام والشراب يجعلني أشعر بالأسى على حالنا.
بقي أن اقول ربما تصبح مقولة "في الفم ملعقة من الذهب الأصفر" في ذمة التاريخ حين ينضب الذهب الأسود.
aalkeaid@hotmail.com
1
عبدالله بن صالح. الرياض القصيم القصيم القصيم
2016-10-22 10:41:26الصحيح ان لسا ن بعض الناس من ذهب او عسل وبهذا يستحوذ على حق غيره دون ان يرف له جفن من إنسانية. ووازع ضمير او إيمان بعدل مثل المحافظه الصغيره بمنطقة كبيره التي تأسس. فيها جامعه متكامله ويجاورها اكثر من خمس عشرة محافظه محشوره بجامعة واحده بينما المحافظه الصغيره تتبختر بجامعه بسبب اللسان من الذهب
2
النوخذا
2016-10-22 09:05:36قال الشاعر الحكيم راشد الخلاوي: قولوا لبيت الفقر لا يأمن الغنى وبيت الغنى لايأمن الفقر عايد
3
أبن الجبل
2016-10-22 08:23:05الكلام عن 1% من إلي دخله الشهري 100 إلف ريال وباقي المواطنين دخلهم يا الله يغطي مصاريف الشهر والتبذير لا يوجد عندهم لأنهم يخافون الله وقد ذاقوا طعم الجوع قبل فترة الطفرة ألملاحظ في السوبر ماركات الأجانب غربياتهم مليانه والكثير من أبناء البلد مقاضيه سلة صغيرة حليب وخبز مصروف يوم
4
لا أقول لك لا تنتقد صغار المبذرين ، بل لك نقدهم ، ولكن هل تستطيع وتقبلها بسعة صدر ان تنتقد من فطور فرسه ب 3000 ريال والغداء 3000 مع العشاء يصبح المجموع باليوم تسعة آلاف ريال فقط لا غير ، باليوم وكم يساوي ياترى بالشهر ، ولا حلال عليهم يرفعون سماعة الهاتف ، وتنحول لهم فورا تكاليف تمشيتهم وتجوالهم ، واقعنا نمهد لهم يزدادو تبذير ونصور تبذير غيرهم وكأنهُ كارثة