لكل الأشياء (دورة) تمر بها سواء أكانت كائنات حيّة، نباتا أم جمادا. حكاية اليوم ستتمحور حول دورة الريال. نعم ريالنا السعودي ما غيره. ولتتخيل عزيزي القارئ (دورة) ريالك، لا أقصد ريالا واحدا ذلك الذي قيمته تساوي في سوق الصرف 100 هللة، بل ريالا رمزيا.
تُعطيه لصاحب البقالة قيمة علبة عصير -على سبيل المثال- يأخذ من الريال نصيبه ويعطي الباقي للموزع الذي يقتص نصيبه ويعطيه لصاحب المصنع وهذا الأخير سيوزّع الريال على العمال وثمن المواد الخام وما يتبقى منه ربحا له.
صاحب البقالة (بالتستر) والموزّع وعمال المصنع كلهم من الوافدين لهذا فإن نصيبهم من ريالك أيها المواطن سوف يتم تحويله الى خارج وطنك. وحتى نصيب مالك المصنع جزء كبير منه سوف يتم تحويله للخارج ثمنا للمواد الخام المستوردة واثمان قطع غيار آلات المصنع وغيرها، إذا الجزء الأعظم من ريالك سيتسرب من تلك الثقوب.
لا تنسى عزيزي القارئ أن معظم المنتجات المكتوب عليها (Made In Saudi Arabia) مصنوعة في مصانع مدعومة من المال العام على هيئة قروض ميسرة وتسهيلات متعددة، وهو ما يعني أن ريالك ودعم الدولة سيرحلان الى (شرق ستان) و(غرب ستان) ولا يبقى منها الا أقل القليل. ألا يدعو هذا الى التفكير، بل وإعادة التفكير؟
في معظم دول العالم تنتهي دورة نقودهم عندهم ولا يرحل منها الا قيمة مواد الخام التي تنقصهم، فما الذي ينقصنا لكي يبقى ريالنا في بلادنا؟
ينقصنا سد تلك الثقوب التي تتسرّب منها مليارات الريالات سنويا، وذلك لن يتأتى إلا بتوطين المهن والأعمال والبدء في فرض رسوم على التحويلات التي تتجاوز مرتب العامل الوافد.
بقي عليّ أن أُذكّر بأننا وقت بناء هذا الوطن وتعميره قبل حوالي نصف قرن أو يزيد قليلا وحينما كان تعدادنا بضعة ملايين كان المواطن هو القوّة الرئيسة في سوق العمل، واليوم تعدادنا تضاعف عدة مرات ليصبح المواطن قوّة هامشية بجانب الوافد الذي أصبح بدوره عاطلاً عن العمل لفيضانهم عن الحاجة.
aalkeaid@hotmail.com
1
الكل يدري عن الوضع الحاصل ولا احد يحرك ساكن وانت كنت مسؤل وتعرف
2
ربيع الورد
2016-09-28 12:04:18نضحك على أنفسنا إذا منيْناها بتوطين المهن والأعمال في بلادنا وذلك لاعتبارات عديدة ..عدم التوطين الكامل بلاشك لايعيبنا لظروف واعتبارات متعددة ..حتى أكبر الدول المتقدمة لم ولن تستطيع فعل هذا الشيء..أتمنى على معشر الكتّاب الذين يهمهم وقف هذا الرحيل المر لعصب حياتنا التركيز على تقنين الاستقدام .