سبب التسمية:

الرس في اللغة البئر القديمة فإذا أطلقت كلمة الرس فإنما يراد بها البئر القديمة، ولهذه البلدة نصيب من أسمها فقد كانت في الزمن القديم مورد القبائل العرب ويؤيد ذلك ما ذكره ياقوت الحموي في معجم البلدان حيث قال: (الرس فتح أوله والتشديد البئر، والرس المعدن، والرس إصلاح ما بين القوم).

سكان الرس قديماَ:

بعد أن غادرت القبائل العربية نجد ومن بينها قبائل بني أسد التي كانت تقطن الجزء الأكبر من القصيم حلت قبائل أخرى محلهم وكان من القبائل العربية التي حلت في نجد واشتهرت قبائل ابني لام (الذين صار لهم صولة وجولة وقوة ونفوذ وهيمنة على أكثر بلدان نجد، وكان من أشهر قبائل (بني لام) قبائل الظفير التي كانت تقطن عالية نجد وأطرافها (القصيم) وقبائل الفضول وآل كثير وآل مغيرة، وفي القرن العاشر وما بعده انحدرت هذه البوادي من نجد إلى العراق، وحلت محلها قبائل عنزة التي كانت بمالها ذات سلطة ونفوذ فترة طويلة، وكانت قبيلة عنزة تقطن أطراف الرس وأطراف القصيم وعالية نجد، وكان لهم العديد من المياه والموارد حيث كانوا يتتبعون الكلاأ، وقسم منهم يستقر ويبني بعض المنازل عندما يمل حياة البادية، وقسم آخر يشتغل بالزراعة وينبت الأرض، وبعد قترة دبت الحياة بالرس من جديد وبدأت أفواج من العرب ترد إليه بقصد الاستيطان حيث أقاموا فيه مساكن من الطين لم تلبث أن تكونت قرية صغيرة حيث استوطنها آل صقيه إحدى عشائر الوهبة من بني تميم، وقد استوطن الرس مع آل صقية وسكنوا بجوار بادية عنزة التي كانت تستوطن في الصيف وترحل في الشتاء، وعمروا منازلهم، وكانت اتصالاتهم التجارية ببلدة عنيزة التي كانت في ذلك العهد مصدراً لقضاء حاجياتهم وأغراضهم المنزلية، الأمر الذي جعلهم يتعرفون على أحد مستوطنيها من كانوا يتعاطون التجارة ويكنى «أبو الحصين» واسمه محمد بن علي من آل محفوظ من العجمان، فتوطدت الصداقة بينه وبين آل صقيه تبادلوا الزيارات فاستهوته الرس ورغب في استيطانها واشتراها من آل صقيه وسكنها هو وأولاده، وقد أصبحت بلدة الرس بعد تأسيسها هدفاً للغزاة من القبائل العربية وذلك لتوسطها بين مدن وديار القصيم ولموقعها الاستراتيجي بين تلك المدن وطيب هوائها وعذوبة مائها واعتدال مناخها وكثرة الأراضي الزراعية حولها وهي منطقة متساوية ومترامية الأطراف وهي ما تسمى (بالحزم) ولذا يسمى أهل الرس ب (صبيان الحزم) وأشتهر أهلها بالانخراط في السلك العسكري.

من معالم الرس

برج الشنانة: يقع برج الشنانة في الجزء الغربي من محافظة الرس وعلى بعد سبعة كيلو مترات ويعتبر ذلك البرج من المعالم التاريخية في محافظة الرس.

حيث لا يزال شامخاً رغم تعاقب السنين وقد بني عام 1111ه ورمم من قبل مصلحة الآثار عام 1399ه والشاهد على بنائه الكتابة الموجودة على البرج.

ويرتاده الكثير من محبي الآثار بالإضافة إلى أنه أحد المعالم التاريخية البارزة في منطقة القصيم.

هذا ويوجد بالقرب منه العديد من الأبراج والآبار المطوية بالحجارة من أسفل إلى أعلى.

الخندق:

يوجد في محافظة الرس خندق وقد اندثر إلا القليل منه ولا تزال آثاره موجودة جنوب الرس وداخل الأحياء الجنوبية وهو يرجع إلى أيام حصار الرس وقد حفره إبراهيم باشا وذلك من أجل نسف سور الرس عندما صعب عليه دخول البلدة ولكن أهالي الرس اكتشفوا هذ الخندق ودمروا هذا الجيش الغازي.

الجريف:

ومن الأماكن الأثرية الموجودة في محافظة الرس مكان يقال له الجريف وهي أرض مرتفعه حيث أن أهالي الرس كانوا يستخرجون ملح البارود منها ومازالت بعض الشواهد على ذلك في نفس الموقع.

حسو المروى (ريق البنات):

حسو المروى بئر مياهها عذبة وكان يضرب بها المثل لحلاوتها حِتى اشتهرت بذلك وقد حفرت عام 1339ه تقع على طريق الحوطة والمسافة تتراوح ما بين سبعمائة متر إلى ستمائة متر.

باب الأمير:

وهو أحد الأبواب الخمسة الموجودة قديماً على سور الرس وما زالت معالم هذا الباب موجودة حتى وقتنا الحاضر حيث كانت هناك خمسة أبواب وهي:

باب الأمير، وباب العقدة، وباب الخلا، وباب النقبة، وباب نقبة زيد.

مقبرة الشهداء:

وتقع مقبرة الشهداء وسط المدينة وفي أحد الأحياء القديمة حيث يوجد فيها ما يقارب من ثمانين شهيداً حيث سمي الحي بحي الشهداء، وهم شهداء الصمود ضد جيش إبراهيم باشا عام 1232ه الذي قتل منه بحسب ما أثبتته بعض الروايات من شهود العيان المارفقين للجيش الغازي ما يزيد على 4500 قتيل.

أما عن بعض الأماكن الطبيعية:

وادي الرمة:

يقع وادي الرمة في الجز الشمالي من محافظة الرس ويعتبر هذا الوادي من المناطق الجميلة والمشهورة ويعتبر من أجمل الأودية في الجزيرة العربية وأطولها ويبدأ من المدينة المنورة ويصب في الخليج العربي ويشتهر بجمال الطبيعة الخلابة وخاصة موسم الأمطار.

القشعين:

جبلان يقعان بالقرب من محافظة الرس في الجزء الجنوبي منها وعلى بعد (12) كم وهما جبلان يقعان بمحاذاة طريق الجنوب حيث تكثر حولهما المخيمات خلال فصل الربيع وكان أسمهما قديما (الانعمين).

وادي النساء:

وادي النساء المشهور منذ أيام الجاهلية ويقع في الجز الجنوبي من الرس حيث توجد فيه الأشجار وهو واد ذو شهرة كبيرة ويرتاده الكثير من سكان أهالي محافظة الرس وخاصة في فصل الربيع.

الرس في الشعر:

للرس موقع فريد في نجد فهي في عاليتها، ولطبيعتها الممتدة وانبساط أرضها وكثرة المناطق الرعوية فيها وانسياب الشعاب والأودية الصغيرة خلاف وادي الرمة العظيم كل هذا هيأ لها جواً رائقاً يتسلل نسيماً رقيقاً في ليالي الصيف وينتشر ربيعاً مشرقاً في ضحوات الشتاء وأصائل الربيع.. فما كان من هذه العوامل إلا أن نزعت بأهواء الشعراء الذين كتب لخلجاتهم البقاء والديمومة على تعاقب الأزمنة، فصاغوا أعذب الأبيات ونسجوا أبهى اللوحات وتغنوا بها منذ ما يزيد على ألف وخمسمائة سنة.. وها نحن نسوق نزراً يسيراً من تلك اللوحات بدءاً بشعراء الجاهلية الذين ربطوها يعاقل العاصمة القديمة لمملكة كندة في الجاهلية:

ومن أبرز من كتب شعراً في محافظة الرس:

1- قال عمرو بن عامر الحصني:

وأقفزت العبلاء والرس منهم

وأوحش منهم يثقب فقراقر

2- زهير بن أبي سلمى:

لمن طلل كالوحي عاف منازله

عفا الرس منه فالرسيس فعاقله

3- وقال لبيد بن ربيعة العامر «رضي اللّه عنه»

وبالرس أوصال كأن زهاءها

ذوي الضمر لما زال عنها القبائل

قال صالح العوض: -

يا ربي الرس فيك طاف خيالي

زاهر النور زاهداً بالقوافي