شبّه الكثير من الناس العلم بالسفينة الضخمة التي تسير في البحر، ومن المعروف أن لكل سفينة رُبّاناً، فلا يمكن لأي سفينة أن تسير بلا ربان يقودها ويوجهها، ودور الربان في السفينة ينطبق تماماً على دور المعلم في العلم، فهو يقوم بقيادة الأجيال وتوجيههم نحو التطور الفكري والثقافي والاجتماعي، وهو النور الذي يضيء عتم الطريق، وصديق المعرفة وعدو الجهل، لذلك يكن له الاحترام والتقدير على عظم الدور الذي يقوم به وضخامة المسؤولية التي تقع على عاتقه تجاه المجتمع، وهو قائد الأجيال وغذاء روحهم العطشى للعلم والمعرفة، إذ يسعى لغرس أفضل ما لديه من علم وخبرات في عقول الأجيال القادمة، لينشأ ويشب جيل يتميز ويتمتع بالقوة والإرادة والعلم.

وإيماناً من المملكة العربية السعودية بدور المعلم في المجتمع وتأثيره المباشر عليه، فقد قامت بوضع المعلم على سلم أولوياتها في رؤية 2030، وهي رؤية تنموية تهتم بتطوير وتقدم المجتمع السعودي. فالمعلم والمعلمة على حد سواء يمتلكون إمكانيات كبيرة وقدرات هائلة لبناء شخصية الأجيال القادمة والعمل على تثقيفهم، خاصة إذا كانوا في مقتبل العمر، فهو منبر العلم والمعرفة وهو قادر على تنمية الفكر والعقل لدى الطالب.

لذلك فقد كان إعلان رؤية السعودية 2030 مواكباً لرسالة التعليم في المملكة وداعماً لخطاها، التي عملت على بيان أهمية المعلم في هذه المسيرة ودوره الفاعل تجاه مجتمعه إذ أن كل معلم مطالب بأن يفيد ويستفيد من مجتمعه حيث يعتبر وسيلة أساسية لنقل ثقافات المجتمعات، ومنها فقد اتضحت أهميه تفاعل المعلم مع كافة المناسبات الدينية والاجتماعية والوطنية في مجتمعه والساعية بصورة أساسية إلى خدمة المجتمع الذي وجدت به.

ووفقاً لرؤية المملكة، فللمعلم الدور البارز في بناء جيل متعلم يتحمل المسؤولية ويقوم باتخاذ القرارات مستقبلاً، فهو قدوة لطلابه بشكل خاص، وللمجتمع بشكل عام، وكل ذلك يبرز من خلال الاهتمام به وتطوير قدراته والعمل على تأهيله بأفضل الطرق والسبل. والاهتمام بالمعلم والعمل على تأهيله ما هو إلا مجرد انعكاس لأهمية الدور الذي يقوم به في العملية التعليمية والتربوية، على اعتبار أنه المحور الاساسي والرئيسي الذي يؤثر بشكل مباشر على أجيال المجتمع، فالمعلم والمجتمع عنصران مترابطان، نظراً لتأثيره بشكل كبير على تطور مجتمعه وتحقيق نهضته.

وفي النهاية يجدر القول بأن المعلم هو الوحيد القادر على إنشاء مجتمعات ناجحة ومتفهمة لطبيعة الحياة ومتطلّباتها، والعمل على مواكبة التطورات الجديدة في هذا العالم، فهو يعمل على إنشاء العلماء والمفكرين في المجتمعات، لذلك ببساطة يمكن القول بانه يعمل على صناعة العقول.