اجتماع مجلس النواب اليمني الذي عقد أمس غير مكتمل النصاب وبدعوة من الانقلابيين لـ "شرعنة" انقلابهم يأتي في سياق المسرحيات الهزلية والتخبط غير محسوب العواقب من أجل تكريس وجودهم على الأرض، الرئيس اليمني بادر إلى تفنيد تلك الدعوة الباطلة موجهاً خطابه للانقلابيين ومن والاهم "تعلمون بدعوتكم الباطلة لانعقاد المجلس إنكم تسعون لإلباس الانقلاب ما تعتقدون كطرف سياسي تمثلونه وليس تمثيلاً للشعب شيء من شرعية، وهو وهمٌ نذكركم أن مقتضى الحضور الجمعي غير متوفر لمجلس النواب الذي يفترض أن تنعقد جلساته في جو آمن يحضره جميع أعضاء مجلس النواب وليس تحت حراب الميليشيات الانقلابية" .

موقف الانقلابيين امتداد لمواقفهم السابقة في سويسرا والكويت، لا جديد، إنما هناك تمادٍ يجب وقفه عند حدّه وإلا استشرى الأمر، فهؤلاء الانقلابون ليس لديهم مبادئ من الممكن استشفاف نواياهم من خلالها، فمبادئهم "مستوردة" وعبثية تحاول قدر الإمكان إطالة أمد الأزمة والدخول بها إلى متاهات من العبث السياسي والاقتصادي والعسكري، فأوضاع اليمن والشعب اليمني تحديداً لا تعنيهم بقدر ما يعنيهم إبقاء الوضع على ماهو عليه أكبر قدر ممكن من الزمن ليستمروا في تنفيذ المخططات التي رسمت لهم.

وعلى الرغم من الهزائم العسكرية التي يمنون بها، ومحاولاتهم اليائسة على حدود بلدنا إلا انهم يحاولون إيجاد واقع سياسي على الأرض لعل وعسى يتقدم مشروعهم الانقلابي خطوة إلى الأمام يحققون من خلاله نصراً مزيفاً يوهمون به أتباعهم المخدوعين، فبعد الإعلان عن تشكيل مجلس سياسي أعلى لإدارة شؤون اليمن أعلنوا عن عقد جلسة للبرلمان حتى وإن كان غير مكتمل النصاب، خطوات تدل أن هناك مشاريع أخرى عند هؤلاء الانقلابيين يريدون من خلالها إرباك المشهد في اليمن ، معتمدين على وجود رغبة حقيقية في إحلال السلام اعتماداً على الحل السياسي، متناسين أن الحل العسكري لازال حاضراً وبقوة رغم شهادة خسائرهم عليه يومياً، وآخر تلك الخسائر الانشقاقات التي تحصل في صفوفهم وبشكل مستمر، وبالأمس كان أحدها وإن لم يكن آخرها.