لا يختلف اثنان على أن إيران جاءت على منطقة خالية من الإرهاب فأسست بنشأتها عام 1979م للانتحار تحت مسمى الاستشهاد الذي رفضه حينها علماء المملكة الموثوقون واعتبروه قتلا للنفس
خطابنا الإعلامي في المواجهة مع إيران وأتباعها في المنطقة مشوش ومزدحم بالمصطلحات المنبثة على غير ضابط، والمسكوبة في قوالب عاطفية وماضوية موغلة في استدرار المؤامرة.
يستوي في فوضى الرسالة وشتات المصطلح الإعلام الرسمي، وإعلام المواطن وشبكات التواصل الاجتماعي، ولا أبريء نفسي من الانزلاق إلى هذه الفوضى. لا أنكر أن النظام الإيراني متمثلا في ولاية الفقيه شرٌ كله، والنعوت السيئة تجد طريقها إليه بدون أدنى مشقة، ولكن هل إمطار المتلقي عربيا أو إسلاميا أو عالميا بهذا الوابل من القذائف اللفظية والنصوص الهجائية يمكن أن يحقق أهدافنا في هذه الحرب الناعمة؟
نحن نُغير في كل لحظة على إيران بدءا بعرقها الفارسي، وصولا إلى رعايتها الإرهاب وتزعمها الحروب الطائفية في المنطقة. وعلى الطريق نتناول عنصريتها العرقية، واضطهادها الأقليات غير الشيعية، واحتلالها الأحواز، والجزر الإماراتية، وتدخلها في العراق، وتشكيلها مليشيات حزب الله وأنصار الله وفروعهما حول العالم، وترويجها المخدرات، وعمالتها للغرب، ومشروعها التوسعي، وهيمنتها على المنطقة، وتصديرها الثورة، وزعزعتها أمن جيرانها في البحرين والسعودية، وتبنيها لقيادات القاعدة ورعايتها لداعش، وتورطها في أحداث 11 سبتمبر 2001م عن طريق مقاول الباطن؛ (القاعدة).
ولا يختلف اثنان على أن إيران جاءت على منطقة خالية من الإرهاب فأسست بنشأتها عام 1979م للانتحار تحت مسمى الاستشهاد الذي رفضه حينها علماء المملكة الموثوقون واعتبروه قتلا للنفس، والسيارات المفخخة، وهما أداتان إرهابيتان مصدرهما إيران، وعملت بعد ذلك على نقله عن طريق الهالك عماد مغنية إلى تنظيم القاعدة ومن بعدها داعش. هذا النوع من العبث بأرواح الناس ومقدساتهم ومنجزاتهم على امتداد الكرة الأرضية لم يستثن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تسلم منه بيوت الله، ولا الكنائس، أو المعابد، وتجاوز في بشاعته العقل والمنطق ليصل إلى مستوى قتل الابن والدته وأبيه.
هذا إسهام إيران في المنطقة والعالم، حتى وإن حمل لواءه الآن تنظيمات أخرى.
وفي المقابل فإن الرسالة أو الصرخة التي حافظت عليها إيران منذ تأسيس ولاية الفقيه، واقتدى بها وكلاؤها في المنطقة والعالم تقوم على ثلاث رسائل هي: الموت لأميركا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، ويتم الربط بين كل عدو لإيران وبين أميركا وإسرائيل من أجل انتزاع تعاطف الشارع الإيراني والعربي والإسلامي والعالمي المعادي لأميركا وإسرائيل.
وحتى الأمس القريب خرج علينا وكيلا إيران الناطقان بالعربية حسن نصر الله، وعبدالملك الحوثي يكيلان الشتائم لأميركا وإسرائيل في وقت تتفاوض فيه ولاية الفقيه مع الأميركيين، وتنسق مع الإسرائيليين في سورية والعراق.
وبالتالي فلا إيران، ولا حزب الله، ولا أنصار الله، ولا الحشد الشعبي يعنون ما تنطق به تلك الشعارات الثلاثة، ولكنهم وجدوا فيها وسائل تدغدغ مشاعر الشارع وعامة الناس وتتعاطف معها على اعتبار أنها جهاد ضد الإمبريالية وتحد للاستكبار العالمي.
وإذا استهدف الإعلام الإيراني بوسائله من خطيب جمعة طهران إلى الثنائي الأبله في الضاحية وصعدة أعداء ولاية الفقيه فإنه يبدأ بربطهم إما بإسرائيل أو أميركا أو كلتاهما، ومن ثم الانقضاض عليهم باعتبارهم خونة وعملاء، وبذلك يحافظ الإعلام الإيراني على معاني رسالته حية في ذاكرة المتلقي لتثير شجن ضحايا وأعداء الاستعمار والاحتلال والاستكبار، وتبعث الحياة فيما خمد من مشاعر يسارية وقومية درست منذ عقود. أميركا راضية كل الرضا عن الخطاب العدائي الإيراني لأنه يمتص سخط المجتمعات التي تتوجع بسبب سياساتها الخارجية، وكذلك إسرائيل تجد في خطاب إيران العدائي تجاهها مكملا معنويا يقرب الشعب الإسرائيلي من بعضه البعض ويستعدي العالم على إيران.
ومثلما ترفع جماعة الإخوان المسلمين شعار "الإسلام هو الحل" الذي يخلب الألباب ولا يستطيع مسلم معارضته إجمالا، فإن إيران تبدأ شعارات الردح بـ "الله أكبر"، وتختمها بـ "والنصر للإسلام"، فهل من مسلم لا يعتقد أن الله أكبر، وأن النصر للإسلام في نهاية المطاف؟
الإعلام الإيراني يكذب، ويدري أنه يكذب، ويعرف كيف يكذب، ويعتقد أن تكرار الكذب منهج سَلَفَ وأثبت نجاحا في الدعاية النازية. فهل التماهي مع ما اجترحته إيران من لعنها أميركا وإسرائيل سوف يجد آذانا صماء من واشنطن وتل أبيب فيما لو بدأت تضج به مكبرات الصوت في الحرمين الشريفين والمساجد؟ أم أنه مقبول فقط من إيران؟ ولماذا؟
أسئلة تتطلب المزيد من البحث والدراسة ولا أملك جوابا محددا لها غير تخمينات لا تسمن ولا تغني.
إذا كنا ننادي بقبول الآخر أيا كان دينه ومعتقده فإن ذلك يجري على الشيعة في إيران سواء أكانوا من أصول فارسية أم غيرها، ولذلك فإن الخصومة ليست مع الإيرانيين بمختلف أعراقهم ومعتقداتهم، وإنما هي مع مؤسسة ولاية الفقيه. وهي بكل تنظيماتها الداخلية والخارجية عدو للمنطقة وللمسلمين السنة
1
أبو وفاء
2016-08-02 12:53:14نعم نحن نواجه أزمة في تحديد العدو .
.
هل العدو هو المذهب الشيعي الإسلامي ؟. فهنالك الكثير من الشيعة العرب ، فهل هم أعداء أيضا ؟.!
هل العدو هو العرق الفارسي ؟. وهل تصل العداوة إلى الجينات الوراثية ؟.!
هل العدو هو نشر الإرهاب ؟. فإسرائيل كانت ترهبنا منذ 70 عاما ؟.
.
حدد العدو أولا تنجح في دحره .