كراهية الإرهاب ونبذه ليست محل جدال عندما يكون القياس على مستوى أراء ومبادئ الدول ومجتمعاتها، فالإرهاب بات قلقاً ومرضاً مزمناً ضرب عشرات الدول فهو على بشاعته يحمل ايضا كثيرا من الأسرار والأسباب غير المتوقعة وزرع البلبلة وضرب الاستقرار والسلم الدولي.. فلا شك أن هذه الأفعال ستكون مصدر تهديد وخطر تستدعي اليقظة لكل المؤشرات التي تثير الشكوك حولها. لذا على الإنسان أن يعي بأن عالم اليوم تحركه المصالح العمياء والصماء التي لا ترى أشلاء ودماء القتلى ولا تسمع صراخ الأمهات وبكاء الأطفال.

ولا نملك إلا أن ندين ونستنكر كما فعل الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" الذي أدان العمليات الإرهابية التي وقعت في جدة والقطيف والمدينة المنورة، مشيرا إلى أن هذه الجرائم تعد الأكثر دناءة لأنها نفذت والسكان يستعدون لعيد الفطر بنهاية شهر رمضان المبارك.

كما أعرب الأمين العام عن عميق تعاطفه وتعازيه لأسر الضحايا ولحكومة وشعب المملكة بكلمات جميلة ورائعة ولكنها لا تكفي، فالمجتمع الدولي مطالب اليوم بالعمل وليس التعاطف والتعازي فقط، فالأديان والثقافات لا يمكن أن تشكل عائقاً في الحياة أو تكون سبباً للإرهاب أو الانصهار في خضم هذا الصراع، فعلى الأمم المتحدة أن تعلن عن الدول والأنظمة الممولة للإرهاب في العالم، فلم يعد في عصرنا صناديق سوداء للأسرار.

لم يعد كذلك مفهوم مكافحة الإرهاب واضحاً للعالم وخاصة من الدول العظمى التي تدين المنظمات الإرهابية فلو تساءلنا أين دور الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية عن إبادة الشعب السوري وأين دور الأمين العام من تنفيذ مسؤولية توفير الحماية من مرتكبي أعمال الإبادة الجماعية في سورية والعراق؟.

ولماذا تجد داعش مساحة من الحرية لشراء الأسلحة وأسلاك التفجير والأسمدة من شركات موجودة بدول أخرى تعد شريكة بمكافحة الإرهاب واكتوت بناره فكيف لداعش ان تقيم مصانع صغيرة للأسلحة بعدد 14 مصنعاً للسلاح في الفلوجة بين الأحياء السكنية والمساجد والمستشفيات وكيف تمكنت من جمع خبراء للتصنيع العسكري حسب ما صرحت به منظمة أميركية لأبحاث صراع التسلح.

لا بد من التحقق وفصل الشيء الصحيح عن غيره فما يتم عرضه عبر وسائل الإعلام أقوال مختلفة تارة تشير إلى دولة بذاتها تساعد وتساهم في صناعة أسلحة داعش وفي أنباء اخرى نقلت عن وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون الأربعاء 20 مايو/أيار أن الجيش العراقي ترك كميات كبيرة من المعدات العسكرية عند انسحابه من الرمادي وقد استولى عليها تنظيم داعش من دبابات و100 عربة وذخائر متوسطة وثقيلة فكثير من التقارير أشارت وقتها بتواطؤ نوري المالكي رئيس وزراء العراق وتسليم الموصل لداعش وترك أسلحة ومعدات قدرت بحوالي ثلاثة مليارات دولار فكيف لثمان مئة عنصر من داعش أن يحتلوا الموصل ويطردوا قوات عسكرية عراقية تقدر بحوالي عشرين ألفاً مما عزز كثيراً من التكهنات بأن داعش لها علاقة بدولة مثل إيران التي يعد المالكي خادماً مطيعاً لها.

new.live911@hotmail.com