مر رمضان الشهر الكريم، وجاء العيد وحطت المسلسلات أوزارها، ولم تكن المسلسلات الخليجية على المستوى اللائق بها. لقد أساءت بعض المسلسلات للمجتمع الكويتي وأخرجته بكم من العنف لا يليق به.

لنأخذ مثلا رواية (ساق البامبو) التي أعجبتنا كثيرا كرواية وحصلت على جائزة البوكر، كانت جميلة وفكرتها جديدة، ولكن عندما مثلت ضاع الكثير من جمالها ولم تبق في أذهاننا إلا كمية العنف الذي سلط على الشاب المخلوط بين فلبيني وكويتي، كنت أتمنى لو بقيت رواية ساق البامبو كما هي ولم تعمل مسلسلا فيضيع جمالها بين الممثلين والإخراج. ناهيك عن هذا العنف، عنف آخر سلط نهاية الحلقات على الأم التي تركت وحيدة وكأن المخرج يريد معاقبتها، حتى الابنة عواطف المفروض أنها متدينة وتعرف حقوق الوالدين تتركها وحيدة.

المهم في رأيي أن المسلسل سرق من الرواية بهجتها وجمالها، كما تنقلات الكاميرا بين الكويت والفلبين لم تظهر الجانب الجميل في كليهما. الشيء الذي ركز عليه المخرج قول أصدقاء الفتى من الكويتيين الزائرين للفلبين وهو خير له البقاء بالفلبين على الأقل يرى البحر. وهو همز ولمز لكون السواحل مستملكة.

لم يخدم المسلسل الرواية أبدا. رغم ما حاول الممثلون من جهد وأحيانا صراخ وخاصة العمة نورية التي تقوم بدورها مرام البلوشي.

في الجانب الآخر يظهر لنا المسلسل الكويتي (جود) وهو من بطولة الممثل السعودي عبدالمحسن النمر ومعه هدى حسين وهند البوشي وثالثة وهبة الدري، هذا المسلسل به كم من العنف ضد كبير في السن، لا مبرر له سوى أن زوج الخالة لم يسلم نقوده لابن الخالة ليعالج أباه في الخارج. عنف بدني ونفسي يتناوب بين خالة البنات مع زوجة الشيخ بتدمير خلايا مخ الشيخ. (الممثل صلاح الملا) وتعذيبه جسديا في منظر تقشعر منه الأبدان ولا يكتفى بهذا بل تسرق أمواله وتحرم بناته منها ويعشن الذل. لا أدري أي مجتمع كويتي يكون كذلك. إنه مسلسل عنيف بكل معنى الكلمة وما كان يجب السماح به. فلا يكفي هذا إنما أيضا يتم قتل إحدى البنات وأم الأطفال من قبل سيدة شبه مجنونة، قد أجادت هبة الدري الدور لدرجة التماهي مع دور الضحية لحظة الخنق. كم من العنف والألم حتى في لحظات الفرح حيث يقتل عريس البنت الوسطى والتي تعاني من عرج شديد. ذكرنا بالأفلام الهندية.

لقد بدا المسلسل وكأن المواقف أدخلت له كيفما اتفق.

المهم عبدالمحسن النمر كان جوكر الكثير من المسلسلات فهو في جود وفي ساق البامبو كما يشارك في سيلفي.

وعلينا أن نقول بفخر إن سيلفي جاء نموذجاً جيداً للإخراج والتمثيل وكذا الأفكار وما وجود بعض العنف إلا لخدمة الفكرة وتناميها، وكما رسم بسمات على شفاهنا رسم حزناً شديداً على واقع نعيشه.

أخيراً كل عام وأنتم بخير وعودة كريمة لرمضان.

shalshamlan@hotmail. com