لا نستطيع أن نقدم خلاف الواقع فقد أصبحت معظم الأخبار عاجلة وتنسب إلى مصدر مسؤول، حيث ساهم الإرهاب برفع مستوى التوتر والقلق وتم توزيعه على نطاق واسع من هذا العالم.

حلل الباحثون الوضع السياسي اليوم ومشهد التحول الكبير بجملة من المواقف التي تم على إثرها استقطاب جماعة من السياسيين المرتزقة وتجار السلاح ووضعهم في مأزق العملية السياسية من أجل إحباط تجربة الشرق الأوسط بعد ثورات الربيع العربي، وذلك من خلال إضعاف أهمية الاصلاحات في المشهد السياسي، وإذكاء حالة التنافس لخلق حزب قوي أو جبهة قوية ترتبط بأدوات طائفية لجعل الساحة مرتعا للصراع ودافعا مستبدا يسيطر على الأطراف المتنازعة.

الجميع أصبح يدرك بأن هناك أجندات خارجية تتحكم في آليات الصراع، إذ تصنع السلاح وتوزعه على الإرهابيين ثم تتزعم محاربتهم، وتشترك في صناعة الموت والقتل اليومي، إذ تبدو وكأنها حليف للمتنازعين على كافة الأصعدة، وتعمل على تجنيد فصائل سياسية تمتهن تصدير واستيراد الإرهاب الدولي والإقليمي.

كما أنها تستنزف مقدرات الشعوب والحكومات ويرتكز عملها على تأجيج العصيان للسلطة التشريعية وتقسيم المجتمعات إلى أحزاب وجماعات متناحرة، وما تجدر الإشارة إليه هو تداعيات الفوضى وأثرها في خرق القانون في أغلب الدول وما ينتج عنها من خسائر في الأرواح والممتلكات، هل هي أنساق من الماضي القديم وصراعاته تتكرر أم لأن الحاضر جامع للأزمنة ويحمل الكثير من الضجيج؟ ويقودنا هذا العجز إلى النظر في قدراتنا الفكرية وكيف يجدر بنا فهم نمط هذه الحياة الغريبة التي لا تنتهي الأحداث المتفرقة والمتقلبة فيها والأجواء السياسية العالمية المباغتة أضف إلى ذلك القتل والتفجير ودمار الأرواح البشرية.

إن التفجيرات التي استهدفت مطار أتاتورك بمدينة اسطنبول، مؤخرا، وخلفت الكثير من الضحايا، تشير إلى أن هذه الجماعات المتطرفة تستثمر الأحداث السياسية لنشر الإرهاب والقتل.

إن بعض المعاهدات وتنشيط العلاقات تكون نذير شؤم ووبالا على أهلها فبعد 48 ساعة من تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل بعثت تلك المنظمات الإرهابية رسائل فورية إلى الأراضي التركية.

وفي ضوء ما سبق أكدت جميع المصادر الاخبارية أن تنظيما سياسيا يقف خلف الإرهاب والتطرف ليترك صورة بشعة وهدفا سياسيا وضيعا يشجع الضلالات على الاستمرار، وما يحدث من تفجيرات اليوم لا يقل عن جرائم حرب منظمة تسعى لزعزعة أمن الدول وخلخلة استقرارها كما حدث في الدول التي تعرضت لهذا الإرهاب، فالموقف أفضى إلى اعتراف كثير من المصادر المسؤولة بأهمية التصدي للإرهاب ومحاربته وإيقاف المنظمات الممولة والداعمة له بكل قوة.

وعلى الرغم من تجريم هذه المنظمات وتصنيفها إلا أنها لازالت تعبث بأمن وسلامة البشر وتحقق أهداف دول داعمة لها في غالب الظن، وبذلك حازت على غايتها من الانتقام على نطاق واسع فإذا كانت السياسة تقود إلى القتل وتدبير المكائد فلن يكون مفاجئا ما يحدث وربما يساعدنا ذلك على التفطن لما يواجه العالم الإسلامي والعربي وسرعة معالجة وتحديد أسباب هذا العداء والتدمير المنظم قبل تجاوز الممكنات من هذه النوايا السياسية الأشد خطراً ورعباً.

new.live911@hotmail.com