هناك الكثيرون ممن لا يستشعرون قيمة "زكاة الفطر" ولا يقفون ليتأملوا الحكمة منها، وجعلها وسيلة للقرب من الفقراء بدلاً من إعطائها لمن ينوب عنهم في تقديمها، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات" -رواه أبو داود-.
فحينما يعتاد الصائم المقبل على عيد الفطر بعد شهر قضاه في العبادة أن يجرب بأن يكون قريباً بزكاته من الفقراء، فإن ذلك سيترك أثراً بالغاً في النفوس يظهر في تطهير العبد لكل نواقص صيامه وذنوبه، فهل استشعرت قيمة زكاة الفطر؟، وهل فكرت في المساهمة بإخراجها والتقرب من الحكمة منها؟، وما مدى مساهمتك في إعطائها لمن لا يستحقها؟، بل إن هناك من يتاجر بها وخاصةً ممن ينوبون عن البعض في توزيعها.
بيع الزكاة
وقال عبدالله الدوسري: إن الجدل كثر حول بعض الفقراء وبيعهم الزكاة من بعد إعطائهم ومن وجهة نظري المتواضعة أكياس الأرز متراكمة وفائضة، الأفضل له أن يبيع منها حتى يستطيع شراء ما يحتاج إليه، فعند تسليمك إياها فهي ملك له يتصرف بها كما يشاء، فليس الفقر فقط كيس أرز بل هناك عدد من العوائل الفقيرة لديها أطفال ومستلزمات حياتية تحتاج إليها، بشريطة أن لا تكون حيلة يتحايل بها التاجر والفقير.
وذكر علي الصالح أنه ليس مجرد مظهر الفقر كافياً لأن نعطي الأشخاص زكاتنا، ولو بذلنا جهداً بسيطاً للتحقق من شرط الحاجة، فأنا لا أفضل إخراج زكاتي عن طريق الطعام والذي غالباً ما يكون "أرزاً"؛ لأن الحاجة هذه الأيام لم تعد حاجة مأكل أو مشرب بل تعدتها لحاجة مسكن ومال، فما المانع أن أخرج زكاتي مادية، فهي أفضل من أن أخرجها كيساً من الأرز والعائلة تحتاج تسديد إيجار المنزل أو الكهرباء، فلدينا فقر المسكن والملبس، ولدينا فقر مصروفات الحياة اليومية، وهنا لا قيمة لصاع من شعير أو أرز، وإلاّ لجاء إخراجنا للزكاة مجرد طقس سنوي، مضيفاً أنه على كل فرد منا الاستقصاء والسؤال عن المحتاجين وبذل الجهد في معرفة مستحق هذه الزكاة، وأفضل أن يوزعها الشخص بنفسه دون الاعتماد على أحد، وأيضاً أخذ أبنائه الصغار معه، حتى يتعلموا ويستفيدوا من دروس شريعتنا السمحة.
متاجرون بالزكاة
وأوضح عبدالله بوحيمد أن هناك عدداً من المقتدرين الذين يوهمون الناس بحاجتهم إلى الزكاة، وهم في الحقيقة يستقبلونها ليعاودوا بيعها مرة أخرى، ويجمعوا المال، مضيفاً: "لابد أن يعلم هؤلاء أن الأموال التي يأخذونها حرام ولا يجوز أخذها، ولابد من فرض عقوبة صارمة على من يفعل ذلك والتبليغ عند رؤية الغش، فالزكاة واجب ديني لابد أن يحرص الشخص على أن تخرج زكاته بصورة سليمة، من غير أن يعتليه العجز بتكليف آخر لا يهتم بإخراجها، فلا وصله الأجر، ولم تصل زكاته للمحتاجين، وحماية مجتمعنا من الغشاشين والمتاجرين بالزكاة المطلب الأول حتى لا يفقد الشخص الثقة بينه وبين فقراء بلده".
وأشار مهدي اليامي إلى أن الكثير من الشباب يعتبرون الزكاة واجباً شرعياً فقط؛ حتى أن بعضهم يشتري "الفطرة" من هنا ويعطيها أحد جيرانه أو أقاربه أو حتى يوكل البائع بتقسيمها؛ بحجة أنه لا يعرف مستحقا لها، مشيراً إلى أن هذا خطأ شرعي؛ فالواجب أن نستشعر هذا العمل، وفيها من النفع ما الله به عليم، موضحاً أنه في حالة صعب على الفرد منا إيجاد المساكين والفقراء فعليه دفع الزكاة للجمعيات الخيرية التي تدفعها لمن يستحقها.
وقت الزكاة
وتحدث د.أحمد المعبي -عضو هيئة المحكمين- قائلاً: ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه فرض زكاة الفطر على المسلمين، حيث ورد في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كنا نعطيها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام أو صاعاً من تمر أو صاعاً من زبيب"، مضيفاً أن الواجب على المسلمين إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين ولا يجوز تأخيرها إلى ما بعد صلاة العيد، كما يجب إخراج زكاة الفطر عن كل فرد في الأسرة صغيراً كان أو كبيراً ذكراً أو أنثى، مبيناً أن مقدار زكاة الفطر الواجبة عن كل فرد فهي صاع من طعام أي ما يعادل أربع حفنات باليدين المعتدلتين، أو ثلاثة كيلو غرامات بالوزن بالميزان.
البحث عن المستحقين
وأوضح د.المعبي أن على المسلم استشعار زكاة الفطر من خلال إخراجها، والبحث عن مستحقيها، فالأولى بها المساكين المحتاجون حقيقةً لا المساكين المدّعين والمزيفين، مشيراً إلى أن من المظاهر السلبية في إخراج زكاة الفطر عدم تولي الإنسان بنفسه إخراجها وتوكيل من لا يوثق به في إخراجها، والبحث عن نوعيات رخيصة تخرج في الزكاة، وعدم بذل الجهد في البحث عن مستحقين على وجه الحقيقة لهذه الصدقة وعدم إشاعة هذه الشعيرة في البيت ومع الأبناء، مبيناً أنه يجب علينا أن نستحضر ونحن نؤدي زكاة الفطر بأننا نحن المحتاجين لهذه الزكاة، نعم نحن أحوج ما يكون لإكمال الصيام وما اعتراه من خلل، ومن هنا نستشعر فضل الله علينا بأن شرع لنا زكاة الفطر، مؤكداً على أهمية أن يدفع الصائم زكاة الفطر بطيب نفس لأخيه المسلم المحتاج، ليكفيه مسألة الناس في يوم العيد.
وذكر أن الناس قبل فترة من الزمن كانوا يخرجون زكاتهم بأنفسهم لمحدودية المجتمع الذي يعيشون فيه، فهم يعرفون بعضهم البعض، وأمّا اليوم خاصةً في المدن الكبيرة فقد يصعب على كثير من الناس معرفة صاحب الحاجة، وتحديداً المتعففين الذين لا يسألون الناس إلحافاً، ولذلك قد يتساهل بعض إخواننا المزكين بدفع هذه الزكاة على أي حال، حتى إن بعضهم يشتري من على قارعة الطريق أو من المستودعات والمحلات التي تبيعها ومباشرة دون أن يكلف نفسه أي عناء، حيث يدفعها لمجموعات ترابط بجانب هذه الأماكن والذين بدورهم يبيعونها بثمن أقل ليحصلوا على النقد، وهذا من التساهل في إخراج زكاة الفطر.
تجنب العشوائية
وأشار-عضو هيئة المحكمين- إلى أن من نعم الله علينا انتشار الجمعيات الخيرية في كافة مناطق ومحافظات المملكة، حيث تجتهد هذه الجمعيات في التعرف على المحتاج ومقدار حاجته، عبر باحثين اجتماعيين يدرسون الحالات وأوضاع الأسر المحتاجة، لذلك على المسلم الذي لا يستطيع أن يهتدي بنفسه للمحتاجين أن يسلم زكاة فطره لهذه الجمعيات التي توصلها لمستحقيها، وأيضاً حتى يتجنب العشوائية في توزيع هذه الزكاة، والتي تؤدي إلى تكدس كميات كبيرة عند بعض المحتاجين، مما يزيد عن حاجته لشهور عديدة، فيضطر لبيعها لأصحاب المحلات التجارية بأبخس الأثمان.
1
غنوم
2016-07-03 06:05:42نعم هناك تهاون في دفع زكاة الفطر من بعض الناس والدليل أن من ياخذها يبيعها على شريطية حراج ابن قاسم واللي مايدري الاسبوع القادم تجد رصيف الحراج قد امتلأ باكياس الرز من مختلف الأحجام!!!
المفروض الاجتهاد في دفعها لأسر محتاجة تاكلها وليست تتاجر بها!!
2
محب النبي صلى الله عليه وسلم
2016-07-02 21:32:27ما دام أهل الفتوى المعتمدين في البلد من ولي الأمر أفتوى بجواز التوكيل، فلماذا نستفتي الصحفيين في أمور الشرع.
3
ابو عزوز الرياض
2016-07-02 16:14:43الزكاه بوضعها الحالي هي اثراء لتجار الرز .. والفقير لا يحقق الفائده منها ..
4
عبدالله عبادى
2016-07-02 10:07:37تقولون يجب تقديمها من الارز اوغيره فيتم بيعهابابخس الاثمان لماذالايقدم مايعادلهانقدااليس هذاافضل للفقير؟؟ فى مصر فتوى لتقديمهانقداهل الفتوى تتبدل بتبدل المكان اننابحاجه الى فتوى تجيزتقديمهانقدالان حاجة الفقير تتطلب ذالك !!!!!!!!!