مع طلة هلال رمضان، يستبشر المسلمون بهذه المناسبة الروحانية التي تسهم في جلب المزيد من الصفاء وتطهير الأنفس، وتعبر الشعوب الإسلامية عن فرحتها بطرق مختلفة، إذ تتزين الشوارع والبيوت بفوانيس الزينة والمصابيح ابتهاجا بقدوم شهر الرحمة، ولكن العشرين سنة الأخيرة شهدت مظهرا آخر من مظاهر رمضان ألا وهو التسابق المحموم بين وسائل الإعلام، لعرض حصيلة عام من الأعمال التلفزيونية والإذاعية والمسلسلات والبرامج المنوعة، إذ يتم العرض بوتيرة متسارعة لا تراعي في كثير من جوانبها، روحانية الشهر ولا تتأثر بصلاة التراويح وغيرها من الطاعات والعبادات، بل إن ذلك الزخم من البرامج والأعمال التلفزيونية والإذاعية، أفسد الكثير من الجوانب الاجتماعية في حياة الأسر في رمضان، فقد كانت في الماضي علاقات المجتمع قوية ومترابطة، فضلا عن أداء الصلوات والتسامر، ولم يكن شهر رمضان للتسلية ولم يرصد له كم هائل من المسلسلات والبرامج.
وأمام هذه الإشكالية التي اختلطت فيها روحانية الشهر بأجواء المرح والتسلية والدراما، لابد من حلول تضمن للمسلم الصيام في أجواء إيمانية خالية من الشوائب، وفي الجانب الآخر تضمن للمؤسسات الإعلامية الربح،إذ إن الإعلام أصبح أداة قوية ومؤثرة في حياة الأمم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، كما أن الإنتاج المرئي والمسموع، تجارة لا تقبل الخسارة. وانطلاقا من تلك الرؤية التي توائم بين الأجواء الروحانية والإعلامية، أقترح أن يتم تخصيص أحد أشهر السنة،و ليكن نوفمبر، ليكون موسما للتنافس بين المحطات التلفزيونية والإذاعية، ويتم من خلاله عرض برامجها وأعمالها الدرامية المتنوعة التي يتم الإعداد لها طوال العام، كما أقترح ألا يقتصر ذلك الشهر على عرض تلك الأعمال فقط، بل يتحول إلى كرنفال ثقافي إعلامي، يمتزج فيه العمل التلفزيوني والإذاعي المصنوع بالفعاليات الحية على الصعيدين الثقافي والإعلامي كالمهرجانات والندوات والأمسيات، وهذا يحتاج إلى إشراف ودعم جامعة الدول العربية، ممثلة في اللجنة الدائمة للإعلام العربي.
يجب أن تتولى هذه اللجنة دور المنسق والداعم في آن واحد، بحيث يتم الاستفادة من المدن الإعلامية في الوطن العربي والتي بلغت نحو 9 مدن أشهرها المدينة الإعلامية بالقاهرة ومدينة دبي الإعلامية، كما أن دولا عربية أخرى تدرس إنشاء مدن إعلامية جديدة خلال السنوات المقبلة، ومنها المملكة، إذ كشف مؤخرا، وزير الثقافة والإعلام الدكتورعادل الطريفي، عن أن الوزارة حددت خمسة أهداف رئيسة ضمن برنامج التحول الوطني 2020، ومن أبرزها إنشاء مدينة إعلامية ومدينة إنتاجية لزيادة مستوى العمل الإعلامي والمحتوى المحلي داخل المملكة، وبالتالي فإن وجود هذا العدد من المدن الإعلامية في الوطن العربي، يمثل بنية أساسية تستطيع من خلالها جامعة الدول العربية تحديد مدينة في كل عام لاحتضان فعاليات الموسم الثقافي والإعلامي وجمع شتات الفنانين والإعلاميين في محيط واحد، واحتضان العديد من المهرجانات والندوات وفتح نوافذ النقاش لتطوير آليات العمل التلفزيوني والإذاعي.
لا بد أن تضطلع اللجنة الدائمة للإعلام العربي بدور أكثر حيوية وفاعلية، من خلال التنسيق مع المدن الإعلامية والقنوات العربية الأكثر مشاهدة، وعليها أن تسعى إلى توسيع دائرة الأعمال الموسمية، لتتخطى حاجز النقد الاجتماعي المكرر والأعمال الكوميدية الباهتة، التي نشاهدها في رمضان من كل عام، وتنطلق إلى آفاق العمل السياسي من خلال إنتاج أعمال درامية وتلفزيونية تسهم في تحسين صورة مجتمعنا الذي يواجه حملة شرسة في محطات الإعلام الغربي، وهذه النقلة لن تتم بمعزل عن دعم الجامعة العربية وإنتاج برامج وأعمال درامية تلامس واقع مجتمعاتنا وتزيح الكثيرمن الصور المشوهة في أذهان المجتمعات الأخرى، مع عرض تلك الأعمال عبر القنوات الأكثر مشاهدة، فضلا عن ترجمتها وعرضها في القنوات الناطقة بغير العربية.
new.live911@hotmail.com
1
Zohra
2016-06-18 12:17:21سوف أشرح لماذا إسمي يكتب زوهرة بدلا زهرة : في أيام الدراسة وجدت صعوبات دائما أصحح لقارئ زهرة الزاد على الفتحة بدل الضمة ثم وضعت الضمة على الزاد في أوراق الاختبار وقال لي أستاذي العربية الأسماء العالمية لا تشكل و شرحت له السبب فوجد لي الحل بدل الضمة أن أكتب الواو و من تلك اللحظة يقرأ إسمي صحيحا .
2
مذيع الجنوب
2016-06-16 23:49:05تعليق رقم 2 ياحبك لحرف الواو بعد حرف ز اريد اخبرك بأن حرف الواو ليس له داعي بعد الزاي زهرة تكتب هكذا بدون واو وبدل الواو ضمه على الزاي وتعليق جميل وكلمات تخدم المعاني الراقية في شهر المغفرة والرضوان ونسأل الله تعالى الهداية لكل القائمين على البرامج التلفزيونة خاصة البرامج التي تعرض الحب والغرام .
3
علي الغامدي
2016-06-16 17:20:31بدون مجاملة وبكل شفافية من أجمل المقالات التي قراءتها مؤخرا
لا تعليق عندي الا عسى يدوم لنا نزيف قلمك الممتع ي مها
4
زوهرة
2016-06-16 07:37:03رمضان ليس موسماً للعبث التلفزيوني و التنوع و التسابق في عدد الأكلات المطبوخة و سرف الأموال الكثيرة في شراء المأكولات المشهية بل هو شهر العبادة و الرحمة و الغفران و إطعام المحتاجين , و لا تترك عملك اليوم إلى الغد لآ لا نعتبره كأنه رمضاننا الأخير الذي نعيشه .
5
النملة
2016-06-16 05:18:14الله واكبر عليييك
من زماااان نقول ذا الكلام بس مين اللي يسمع وينفذ
ياليت المسئولين عن عالشي يشوفون حل لهذي المشكله
استغفرالله صار عند بعض الناس شهر معصيه مو عباده بسبب ذي المسلسلات