لم يعد حمل السلاح موقفا نضاليا خالصا كما كان هذا المفهوم حاضرا ومعمماً بين كوادر متطرفي التقدميين والراديكاليين الفوضويين في حقب الخمسينيات والستينيات والسبعينيات بل إن هذا النوع من الكوادر الحزبية كان عبئا على احزابه، ولا نبالغ اذا قلنا ان كل خطاب ايدلوجي له وجه متطرف وجامح ويكفي أن نراجع كتب الملل والنحل فستجد أن من اهم اسباب الانشقاقات في هذه الملل هو الرؤية المتطرفة او المسائل التي تطرف فيها احدهم فرفضها الآخر.
فلو أخذنا فرقة الخوارج مثلا فستجد انها خرجت على الإمام علي رضي الله عنه الخليفة الراشد الأخير بذريعة التحكيم، ولم يقف الخروج بتطرف عند هذه النقطة بل تشعب فكر الخوارج الى شعب منذ أن شاقوا طاعة الإمام علي فمنذ ان قال اهل الشام :"لا حكم الا لله"، ورفع اهل الشام المصاحف على اسنة الرماح واعتراض بعض اتباعه من الخوارج على استمرار الحرب بالرغم من طلب التحكيم وقول الإمام علي رضي الله عنه وأرضاه عنها "كلمة حق اريد بها باطل" واختلافهم أي الخوارج على الإمام على حينما رفض التحكيم اولا وقبوله التحكيم بعد ذلك وتكفيرهم له بعد ذلك بسبب التحكيم، وخلافهم فيه وتشعبهم وتكفير كل من لم يكفر من كفروا.. كل هذه المسائل لم تنبع عن علماء او فقهاء وانما نبع هذا الفكر من اناس حاربوا السنة النبوية وسنة الخلفاء الراشدين المهديين وأفعال الصحابة.
naser.zaha@gmail.com
التعليقات