كشفت دراسة أجرتها وزارة الشؤون الإسلامية وبدعم مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم أن ظاهرة التسول في المملكة شهدت نمواً وارتفاعاً مطرداً خلال السنوات الأخيرة.

وأرجعت الأسباب إلى تزايد المتسللين عبر الحدود، والتخلف بعد أداء الحج والعمرة، مشيرة إلى أن معظم المتسولين هم من غير السعوديين وتتراوح أعمارهم في الغالب بين (16-25) سنة ويليهم الفئة العمرية (46) عاماً فأكثر، وأن المتسولين يتبعون عدداً من الطرق المختلفة منها استغلال الأطفال، والخداع والتمثيل، وادعاء العاهات والتخلف العقلي، وعرض الصكوك والوثائق.

وأوضحت الدراسة أن من بين الآثار السلبية للتبرع للمتسولين انتشار النصب والاحتيال والسرقات، وتزوير المستندات، والتشجيع على التسول، وانتشار ترويج المخدرات، وارتفاع معدلات الجرائم الأخلاقية، وبروز ظاهرة خطف الأطفال، فضلاً عن الآثار الاقتصادية والتي منها تهريب الأموال للخارج، وتسهيل غسيل الأموال.

واضح أننا في خطر يتنامى بصمت، وما دام قد تم توثيق هذه المعلومات فالواجب على الجهات المعنية التركيز على الحملات الإعلامية التوعوية المؤثرة على المستوى المتوسط والبعيد، متخذة أحدث الأساليب لتشكيل قناعات واتجاهات جديدة ناضجة ومدركة لحجم الأخطار، مع مراعاة أن تكون هذه الحملات عبر وسائل الإعلام التقليدية الكبرى، وعبر منصات الإعلام الإلكتروني المتنامي بمشاركة الشخصيات المؤثرة من خلال الإعلام الاجتماعي، فمثل هذه الحملات قادرة على إحداث آثار إيجابية سريعة خصوصاً إذا اعتمدت على القصص الواقعية من محاضر الضبط لدى حملات مكافحة التسول ومراكز الشرط.

إن (طيبة القلب) وحب الخير والاندفاع التلقائي لمساعدة الآخرين هي التي تجعل مجتمعنا هدفاً لمافيا التسول، ولذلك وجب رفع مستوى الوعي بالخفايا الملغومة للظاهرة، وسيكون ذلك دعماً لفرق مكافحة التسول والتي لا يتجاوز عدد أفرادها 25 في الرياض ومثلهم في جدة، إضافة لعدم إشغال الأجهزة الأمنية عن قضايا أكثر أهمية.. الخلاصة: كلما زاد الوعي بعدم دعم المتسولين كلما قل عددهم وتفادينا شرورهم!